كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

الفضح - من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذم (الفضح) - ج: 11 - ص: 5281

الأخرى احتباؤه بثوبه وهو جالس ليس على فرجه منه شيء» ) * «١» .

٢٩-* (عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلّا من زوجتك أو ما ملكت يمينك» قال: قلت: يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينّها أحد فلا يرينّها» . قال: قلت: يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: «الله أحقّ أن يستحيا منه من النّاس» ) * «٢» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الفضح)

١-* (كان عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- يقول: «ما أفشيت سرّي إلى أحد قطّ فأفشاه فلمته، إذ كان صدري به أضيق» ) * «٣» .

٢-* (قال عليّ- رضي الله عنه-: «سرّك أسيرك، فإذا تكلّمت به صرت أسيره» ) * «٤» .

٣-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج حين زاغت الشّمس فصلّى لهم صلاة الظّهر. فلمّا سلّم قام على المنبر فذكر السّاعة، وذكر أنّ قبلها أمورا عظاما ثمّ قال: «من أحبّ أن يسألني عن شيء فليسألني عنه. فو الله لا تسألونني عن شيء إلّا أخبرتكم به مادمت في مقامي هذا» . قال أنس بن مالك: فأكثر النّاس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأكثر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقول: «سلوني» فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ يا رسول الله قال: «أبوك حذافة» فلمّا أكثر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أن يقول: «سلوني» برك عمر فقال: رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد رسولا. قال فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال عمر ذلك. ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أولى «٥» . والّذي نفس محمّد بيده لقد عرضت عليّ الجنّة والنّار آنفا «٦» في عرض «٧» هذا الحائط. فلم أر كاليوم في الخير والشّرّ» . قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قالت أمّ عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت بابن قطّ أعقّ منك؟ أأمنت أن تكون أمّك قد قارفت «٨» بعض ما

---

(١) البخاري- الفتح ١٠ (٥٨٢٠) .
(٢) أبو داود (٤٠١٧) . وقال الألباني (٢/ ٧٥٩) : حسن.
(٣) المستطرف (١/ ٢٩٧) .
(٤) المستطرف (١/ ٢٩٦) .
(٥) أولى: هي كلمة تهديد ووعيد وقيل: كلمة تلهف. فعلى هذا يستعملها من نجا من أمر عظيم. والصحيح المشهور أنها للتهديد. ومعناها. قرب منكم ما تكرهونه. ومنه قوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى *. أي قاربك ما تكره فاحذره. مأخوذ من الولي وهو القرب.
(٦) آنفا: معناه قريبا، الساعة. والمشهور فيه المد، ويقال بالقصر. وقرىء بهما في السبع الأكثرون بالمد.
(٧) عرض: عرض الحائط جانبه.
(٨) قارفت: معناه عملت سوءا. والمراد الزنى.