للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حسن المعاملة]

[حسن المعاملة لغة:]

الحسن لغة: (انظر صفة حسن الخلق) ، أمّا المعاملة فهي: مصدر عامل، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ع م ل) الّتي تدلّ على كلّ فعل يفعل، قال الخليل: عمل يعمل عملا فهو عامل، ويقال: اعتمل الرّجل إذا عمل بنفسه، قال في الصّحاح: والتّعميل تولية العمل يقال: عمّلت فلانا على البصرة: ولّيته إيّاها.

وقال ابن منظور: عاملت الرّجل أعامله معاملة، والمعاملة في كلام أهل العراق: هي المساقاة في كلام الحجازيّين «١» .

وقال الفيّوميّ: وعاملته في كلام أهل الأمصار يراد به التّصرّف من البيع ونحوه.

قال النّوويّ- رحمه الله-: والمساقاة على إطلاقها أن يدفع الرّجل إلى آخر شجره ليقوم بسقيه وعمل سائر ما يحتاج إليه بجزء معلوم له من ثمره.

وقيّده الشّافعيّ- رحمه الله- بقوله: «على ما يكفل الآيات الأحاديث الآثار

١١ ٥٨ ٧

الرّفق بالعامل وصاحب العمل» «٢» .

[المعاملة اصطلاحا:]

قال التّهانويّ: المعاملة عند الفقهاء عبارة عن العقد على العمل ببعض الخرج (النّتاج) وتطلق المعاملات أيضا على الأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بأمر الدّنيا باعتبار بقاء الشّخص كالبيع والشّراء والإجارة ونحوها. وجعلها أصحاب الشّافعيّ ركنا من أركان الفقه؛ فقالوا: الأحكام الشّرعيّة إمّا أن تتعلّق بأمر الآخرة وهي العبادات أو بأمر الدّنيا وهي إمّا أن تتعلّق ببقاء الشّخص وهي العبادات أو بأمر الدّنيا وهي إمّا أن تتعلّق ببقاء الشّخص وهي المعاملات أو ببقاء النّوع باعتبار المنزل وهي المناكحات أو باعتبار المدنيّة وهي العقوبات «٣» .

وممّا تقدّم يمكن القول بأنّ حسن المعاملة:

هو الموقف الحسن الثّابت الصّادق الّذي يتّخذه المؤمن أثناء تعامله مع الآخرين في سائر المعاملات على ما يكفل الرّفق بالمتعاملين.


(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٤/ ١٤٤) ، ولسان العرب: (١١/ ٤٧٦) ، والصحاح (٥/ ١٧٧٥) ، والمصباح المنير للفيومي (٤٣٠) .
(٢) المجموع شرح المهذب: (١٤/ ٤٠٠) .
(٣) كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي (٣/ ١٠٣٦) ، وراجع المقدمة (١/ ٣٢) .