للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف اللام]

[اللين]

[اللين لغة:]

مصدر قولهم: لان يلين، وهو مأخوذ من مادّة (ل ي ن) الّتي تدلّ على خلاف الخشونة، يقال: هو في ليان من عيشه أي نعمة، وفلان ملينة أي ليّن الجانب «١» ، ويقال أيضا: فلان ليّن، ولين مخفّف منه، وليّنت الشّيء: صيّرته ليّنا، ويقال فيه (كذلك) ألنته وألينته، واللّيان: الملاينة واللّطف وهو الاسم من اللّين، واستلان الشّيء: عدّه ليّنا «٢» ، أو رآه كذلك.

وقال ابن منظور: يقال في فعل الشّيء اللّيّن:

لان الشّيء يلين لينا وليانا، وفي الحديث: «يتلون كتاب الله ليّنا، أي سهلا على ألسنتهم «٣» ، وتقول العرب:

فلان هيّن ليّن، وهين لين، بالتّثقيل والتّخفيف، وقولهم: أليناء إنّما هو جمع ليّن (بالتّشديد) ، وليس جمعا ل «لين» بالتّخفيف، لأنّ فعلا لا يجمع على أفعلاء «٤» .

وقول الله عزّ وجلّ: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (آل عمران/ ١٥٩) معناه- كما يقول القرطبيّ:

أنّه عليه الصّلاة والسّلام لمّا رفق بمن تولّى يوم أحد ولم يعنّفهم بيّن الرّبّ تعالى أنّه فعل ذلك بتوفيق الله تعالى إيّاه «٥» ، والقول اللّيّن في قوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً (طه/ ٤٤)

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٣/ ١٢/ ١٠

يراد به: الكلام الرّقيق السّهل، قال ابن كثير: الحاصل من أقوالهم في هذه الآية: أنّ دعوة موسى وهارون (لفرعون) تكون بكلام رقيق ليّن سهل رفيق ليكون (ذلك) أوقع في النّفوس وأبلغ وأنجع «٦» ، أمّا لين الجلود والقلوب في قوله عزّ وجلّ: ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ (الزمر/ ٢٣) ففيه إشارة إلى إذعانهم للحقّ وقبولهم له بعد تأبّيهم منه وإنكارهم إيّاه «٧» ، وقال ابن كثير: هذه صفة الأبرار عندما يسمعون كلام الجبّار «٨» .

[اللين اصطلاحا:]

لم تذكر كتب المصطلحات- الّتي وقفنا عليها- اللّين مصطلحا، وقد اكتفى اللّغويّون والمفسّرون بذكر المعنى الاستعماليّ أو المعنى المراد، وقد ذكر الفيروزاباديّ اللّين- بحسب ما يتعلّق به- إمّا لين في الأجساد كلين الشّمع والحديد وغيرهما، وإمّا لين في المعاني، كلين الطّبع ولين القول «٩» .

وقال الرّاغب: اللّين ضدّ الخشونة، ويستعمل ذلك في الأجسام ثمّ يستعار للخلق وغيره من المعاني، فيقال: فلان ليّن وفلان خشن، وكلّ واحد منهما يمدح


(١) مقاييس اللغة لأحمد بن فارس ٥/، ٢٢٥
(٢) الصحاح ٦/، ٢١٩٨
(٣) النهاية لابن الأثير ٤/، ٢٨٦
(٤) لسان العرب (بتصرف يسير) ١٣/ ٢٩٤-، ٢٩٥
(٥) تفسير القرطبي ٤/، ٢٤٨
(٦) تفسير ابن كثير ٣/، ١٦١
(٧) المفردات للراغب ص ٤٥٧ (ت: كيلاني) .
(٨) انظر نص كلام ابن كثير في قسم الآثار.
(٩) بصائر ذوي التمييز ٤/، ٤٧٢