للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يغرّه غرورا: خدعه، يقال: ما غرّك بفلان؟ أي كيف اجترأت عليه؟، والتّغرير: حمل النّفس على الغرر، وقد غرّر بنفسه تغريرا وتغرّة، كما يقال: حلّل تحليلا وتحلّة، وعلّل تعليلا وتعلّة «١» .

أمّا قول الله تعالى: وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (لقمان/ ٣٣) قيل: الغرور الشّيطان، قال الزّجّاج:

ويجوز الغرور (بضمّ الغين) ، وقال في تفسيره: الغرور:

الأباطيل، ويجوز أن يكون الغرور جمع غارّ مثل شاهد وشهود، والغرور (أيضا) ما اغترّ به من متاع الدّنيا، وفي التّنزيل العزيز فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا (لقمان/ ٣٣) المعنى: إن كان لكم حظّ ينقص من دينكم فلا تؤثروا ذلك الحظّ، والشّيطان غرور لأنّه يغرّ النّاس بالوعد الكاذب والتّمنية، والغرور (أيضا) الأباطيل كأنّها جمع غرّ (مصدر غررته) ، وقيل: المراد بالغرور: زينة الأشياء في الدّنيا، وفي حديث سارق أبي بكر- رضي الله عنه- عجبت من غرّة أبي بكر أي اغتراره «٢» ، قال ابن منظور: الغرارة من الغرّ، والغرّة من الغارّ، والتّغرّة من التّغرير، وفي حديث عمر رضي الله عنه- أيّما رجل بايع آخر على مشورة فإنّه لا يؤمّر واحد منهما تغرّة أن يقتلا» التغرّة هنا مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، قال الأزهريّ: المعنى لا يبايع الرّجل إلّا بعد مشاورة الملإ من أشراف النّاس واتّفاقهم، ومن بايع غيره عن غير اتّفاق من الملإ لم يؤمّر واحد منهما تغرّة بمكر المؤمّر منهما لئلّا يقتلا أو أحدهما «٣» .

[الغرور اصطلاحا:]

قال الجرجانيّ: الغرور: هو سكون النّفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطّبع «٤» .

وقال المناويّ نقلا عن الحراليّ: الغرور: هو إخفاء الخدعة في صورة النّصيحة «٥» .

وقال الكفويّ: الغرور: هو تزيين الخطإ بأنّه صواب، وقيل: الغرور (والغرر أيضا) ما يكون مجهول العاقبة لا يدرى أيكون أم لا «٦» .

أمّا الغرور فهو كلّ ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وغير ذلك «٧» وقال الكفويّ:

كلّ من غرّ شيئا فهو غرور (بالفتح) ، والغرور (بالضّمّ) : الباطل «٨» .


(١) الصحاح (٢/ ٧٦٧- ٧٧٠) بتصرف واختصار.
(٢) النهاية لابن الأثير ٣/ ٣٥٥، ولسان العرب) (غرر) ص، ٣٢٣٣
(٣) لسان العرب (غرر) ص ٣٢٣٣، وقال ابن الأثير: معنى الحديث أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر فذلك تظاهر منهما بشق العصا واطراح الجماعة. انظر النهاية (٣/ ٣٥٦) .
(٤) التعريفات للجرجاني ص ١٦٧، والتوقيف على مهمات التعاريف لابن المناوي ص ٢٥١.
(٥) التوقيف ص ٢٥٢.
(٦) الكليات للكفوي ص ٦٧٢.
(٧) المفردات للراغب ص ٣٥٩ والتوقيف على مهمات التعاريف ص ٢٥١.
(٨) الكليات (٦٦٣) .