للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف الخاء]

[الخبث]

[الخبث لغة:]

الخبث هو المكروه الرّديء من كلّ شيء، ومنه الخبيث ضدّ الطّيّب، يقول ابن فارس: الخاء والباء والثّاء أصل واحد يدلّ على خلاف الطّيّب، يقال خبيث، أي ليس بطيّب ... ومن ذلك التّعوّذ من الخبيث. فالخبيث في نفسه، والمخبث الّذي أصحابه وأعوانه خبثاء «١» . وقال الرّاغب: أصل الخبيث:

الرّديء الدّخلة الجاري مجرى خبث الحديد، وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد والكذب في المقال والقبيح في الفعال.

وخبث الرّجل خبثا فهو خبيث، أي رديء، وأخبثه غيره، أي علّمه الخبث وأفسده. ويقال في النّداء: يا خبث، كما يقال: يا لكع، تريد: يا خبيث، وللمرأة يا خباث، بني على الكسر مثل يا لكاع..

وخبث الحديد وغيره: ما نفاه الكير.

الخبائث في قوله تعالى: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ (الأعراف/ ١٥٧) ، ما لا يوافق النّفس من المحظورات، والخبائث (أيضا) كناية عن إتيان الرّجال، والأخبثان: البول والغائط وفي الحديث: «لا

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١٠/ ٢٢/ ٦

يصلّي الرّجل، وهو يدافع الأخبثين» . وقد خبث بها ككرم أي فجر، وفي الحديث: «إذا كثر الخبث كان كذا وكذا» أراد الفسق والفجور، والخابثة، الخباثة، والخبّيث- كسكّيت- الرّجل الكثير الخبث، والخبّيثى بكسر وتشديد الباء: اسم الخبث، من أخبث إذا كان أهله خبثاء.. وفى الحديث « ... اللهمّ إنّي أعوذ بك من الخبث والخبائث» فالمراد بالخبث الكفر، والخبائث:

الشّياطين، والخبيث: نعت كلّ شيء فاسد، يقال: هو خبيث الطّعم خبيث اللّون خبيث الفعل ... وكلام خبيث، وهي أخبث اللّغتين، يراد الرّداءة والفساد وأنا استخبثت هذه اللغة، وكلّ ذلك من المجاز، وقول الله تعالى: قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ (المائدة/ ١٠٠) معناه الكافر والمؤمن، والأعمال الصّالحة والأعمال الفاسدة «٢» .

وجاء في لسان العرب أنّ أصل الخبث في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشّتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطّعام فهو الحرام، وإن كان من الشّراب فهو الضّارّ.

والخبيث ضدّ الطّيّب من الرّزق والولد والنّاس


(١) المقاييس (٢/ ٢٣٨) .
(٢) لسان العرب (٢/ ١٠٨٧- ١٠٩٠) والصحاح (١/ ٢٨١) وتاج العروس (٣/ ٢٠٣) .