للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثقال حبّة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون منها حمما «١» قد امتحشوا «٢» ، فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبّة إلى جانب السّيل، ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية» ) * «٣» .

() الأحاديث الواردة في (الرحمة) معنى

٤٣-* (عن شدّاد بن أوس- رضي الله عنه- أنّه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» ) * «٤» .

٤٤-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: أعتم «٥» النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة، حتّى ذهب عامّة اللّيل، وحتّى نام أهل المسجد ثمّ خرج فصلّى، فقال: «إنّه لوقتها لولا أن أشقّ على أمّتي» ) * «٦» .

٤٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بينما كلب يطيف بركيّة «٧» كاد يقتله العطش، إذ رأته بغيّ من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها «٨» فسقته فغفر لها به» ) * «٩» .

٤٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا صلّى أحدكم للنّاس فليخفّف، فإنّ في النّاس الضّعيف والسّقيم وذا الحاجة» ) * «١٠» .

٤٧-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة «١١» معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمّرة فجعلت تفرّش «١٢» جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها» ورأى قرية نمل قد حرّقناها، فقال: «من حرّق هذه؟» . قلنا: نحن، قال: «إنّه لا ينبغي أن يعذّب بالنّار إلّا ربّ النّار» ) * «١٣» .

٤٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه


(١) حمما: فحما.
(٢) امتحشوا: احترقوا.
(٣) البخاري- الفتح ١١ (٦٥٦٠) ، ومسلم (١٨٤) واللفظ له.
(٤) مسلم (١٩٥٥) .
(٥) أعتم: أخر العشاء حتى اشتد الظلام.
(٦) البخاري- الفتح ٢ (٥٦٩) ومسلم (٦٣٨) واللفظ له.
(٧) يطيف بركيّة: أي يدور حول بئر.
(٨) موقها: أي خفها، فارسي معرب.
(٩) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٦٧) ، ومسلم (٢٢٤٥) .
(١٠) البخاري- الفتح ٢ (٧٠٢) . ومسلم (٤٦٧) واللفظ له.
(١١) الحمرة: طائر صغير يشبه العصفور.
(١٢) تفرش: هو أن تفرش جناحيها وتقرب من الأرض وترفرف.
(١٣) سنن أبي داود (٥٢٦٨) وقال الألباني (٣/ ٩٨٨) حديث (٤٣٨٨) : صحيح.