للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (السلم)]

١-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ ثمانين رجلا من أهل مكّة هبطوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من جبل التّنعيم متسلّحين. يريدون غرّة «١» النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه. فأخذهم سلما «٢» . فاستحياهم. فأنزل الله عزّ وجلّ-: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ (الفتح/ ٢٤)) * «٣» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رفع رأسه من الرّكعة الآخرة يقول:

«اللهمّ أنج عيّاش بن أبي ربيعة، اللهمّ أنج سلمة بن هشام، اللهمّ أنج الوليد بن الوليد، اللهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللهمّ اجعلها سنين كسني يوسف» . وأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله» ) * «٤» .

٣-* (عن طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رأى الهلال قال: «اللهمّ أهلّه علينا باليمن والإيمان، والسّلامة والإسلام، ربّي وربّك الله» ) * «٥» .

٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

بينما نحن في المسجد خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «انطلقوا إلى يهود» ، فخرجنا حتّى جئنا بيت المدراس. فقال:

«أسلموا تسلموا، واعلموا أنّ الأرض للهّ ورسوله، وإنّي أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلّا فاعلموا أنّ الأرض للهّ ورسوله» ) * «٦» .

٥-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه سيكون بعدي اختلاف أو أمر، فإن استطعت أن تكون السّلم «٧» فافعل» ) * «٨» .


(١) غرة: الغرة هي الغفلة. أي يريدون أن يصادفوا منه ومن أصحابه غفلة عن التأهب لهم ليتمكنوا من غدرهم والفتك بهم.
(٢) سلما: ضبطوه بوجهين: أحدهما سلما. والثاني سلما. قال الحميدي: ومعناه الصلح. قال القاضي في المشارق. هكذا ضبطه الأكثرون. قال: والرواية الأولى أظهر. والمعنى أسرهم. والسلم الأسر. وجزم الخطابي بفتح اللام والسين. قال: والمراد به الاستسلام والإذعان. كقوله تعالى: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ، أي الانقياد. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع. قال ابن الأثير: هذا هو الأشبه بالقصة. فإنهم لم يؤخذوا صلحا وإنما أخذوا قهرا، وأسلموا أنفسهم عجزا. قال: وللقول الآخر وجه. وهو أنه لما لم يجر معهم قتال، بل عجزوا عن دفعهم والنجاة منهم، فرضوا بالأسر، فكأنهم قد صولحوا على ذلك.
(٣) مسلم (١٨٠٨) .
(٤) البخاري- الفتح ٢ (١٠٠٦) واللفظ له، ومسلم (٦٧٩) .
(٥) الترمذي (٣٤٥١) وقال: هذا حديث حسن غريب. والدارمي (١٦٨٧) . وأحمد (١/ ١٦٢) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر (٢/ ٣٦٥، ٣٦٦) : إسناده حسن. والحاكم (٤/ ٢٨٥) وسكت عنه.
(٦) البخاري- الفتح ٦ (٣١٦٧) .
(٧) السلم: بفتح السين وكسرها، المسالم، الذكر والأنثى والمفرد والجمع في ذلك سواء.
(٨) أحمد (١/ ٩٠) وقال الشيخ أحمد شاكر (٢/ ٨٤، ٨٥) : إسناده صحيح.