للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضرّي فتضرّوني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.

يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفّيكم إيّاها. فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه» ) * «١» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (العصيان)

١-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- «لا تصحب الفجّار لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين- ولا أمين إلّا من خشي الله- وتخشّع عند القبور، وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر الّذين يخشون الله» ) * «٢» .

٢-* (عن عمر- رضي الله عنه- قال:

«يأهل مكّة اتّقوا الله في حرمكم هذا: أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم؟ كانوا فيه بنو فلان.

فأحلّوا حرمته فهلكوا، وبنو فلان فأحلّوا حرمته فهلكوا، حتّى عدّ ما شاء الله، ثمّ قال: والله لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحبّ إليّ من أعمل واحدة بمكّة» ) * «٣» .

٣-* (قال عمر- رضي الله عنه- يوما لأصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «فيم ترون هذه الآية نزلت أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ؟ (البقرة/ ٢٦٦) قالوا: الله أعلم. فغضب عمر. فقال: قولوا نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عبّاس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال عمر: يا بن أخي قل ولا تحقّر نفسك.

قال ابن عبّاس: ضربت مثلا لعمل. قال عمر: أيّ عمل؟ قال ابن عبّاس: لعمل. قال عمر: لرجل غنيّ يعمل بطاعة الله- عزّ وجلّ- ثمّ بعث الله له الشّياطين فعمل بالمعاصي حتّى أغرق أعماله» ) «٤» .

٤-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-


(١) رواه مسلم (٢٥٧٧) .
(٢) الدر المنثور، للسيوطي (٧/ ٢٢) .
(٣) شعب الإيمان، للبيهقي (٣/ ٤٠١٢) .
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٤٥٣٨) .