للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الفجور]

[الفجور لغة:]

الفجر والفجور: الانبعاث في المعاصي، وهو مأخوذ من مادّة «ف ج ر» الّتي تدلّ على التّفتّح في الشّيء، يقول ابن فارس: الفاء والجيم والرّاء أصل واحد، وهو التّفتّح في الشّيء، من ذلك الفجر: انفجار الظّلمة عن الصّبح، ومنه انفجر الماء انفجارا: تفتّح..

ثمّ كثر هذا حتّى صار الانبعاث والتّفتّح في المعاصي فجورا، ولذلك سمّي الكذب فجورا. ثمّ كثر هذا حتّى سمّي كلّ مائل عن الحقّ فاجرا، وكلّ مائل عندهم: فاجر «١» .

وجعل الرّاغب أصل المادّة الشّقّ فقال: الفجر شقّ الشّيء شقّا واسعا، يقال: فجرته فانفجر، يقال:

فجر فجورا فهو فاجر، وجمعه فجّار وفجرة، قال تعالى:

كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (المطففين/ ٧) وقال- عزّ وجلّ- أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (عبس/ ٤٢) ، وسمّي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور «٢» .

ويقول الزّبيديّ: وأصل الفجر الشّقّ، ثمّ استعمل كالفجورة في الانبعاث في المعاصي والمحارم

والزّنى وركوب كلّ أمر قبيح من يمين كاذبة أو كذب ونحو ذلك، يقال: فجر الرّجل بالمرأة يفجر فجورا، زنى، والمرأة زنت فهي فجور كصبور من قوم فجر ويقال للمرأة يا فجار كقطام، وهو اسم معدول عن الفاجرة، يريد يا فاجرة. وفجر فجورا عصى وخالف، وبه فسّر ثعلب قولهم في الدّعاء: «ونخلع ونترك من يفجرك» فقال: من يعصيك ومن يخالفك ... ويقال:

أفجر الرّجل، إذا كذب، وأفجر إذا زنى، وأفجر إذا كفر، وأفجر إذا عصى بفرجه، وأفجر إذا مال عن الحقّ «٣» .

وقال ابن منظور: الفجور: الرّيبة والكذب. وأصله الميل عن الحقّ.

والفاجر: المائل، وقال الشّاعر:

قتلتم فتى لا يفجر الله عامدا ... ولا يحتويه جاره حين يمحل

أي لا يفجر أمر الله أي لا يميل عنه ولا يتركه.

وفجر الإنسان يفجر فجرا وفجورا: انبعث في المعاصي. وفي الحديث: «إنّ التّجّار يبعثون يوم القيامة فجّارا إلّا من اتّقى الله» . الفجّار: جمع فاجر وهو


(١) المقاييس (٤/ ٤٧٥) .
(٢) المفردات (٣٧٣) .
(٣) التاج (٧/ ٣٣٨، ٣٣٩، ٣٤٠) . والمصباح (١٧٦) .