للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف السين]

[الستر]

السّتر لغة:

مصدر قولهم سترت الشّيء أستره وأستره إذا غطّيته، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (س ت ر) الّتي تدلّ على التّغطية أو الغطاء، قال ابن فارس: السّين والتّاء والرّاء كلمة تدلّ على غطاء.

وقال الرّاغب: السّتر تغطية الشّيء، يقال:

سترت الشّيء فاستتر أي غطّيته فتغطّى، كما يقال:

تستّر أي تغطّى (في هذا المعنى) ويقال أيضا: ستر الشّيء سترا وسترا: أخفاه، أنشد ابن الأعرابيّ:

ويسترون النّاس من غير ستر

والسّتر والسّترة ما يستتر به، قال تعالى لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (الكهف/ ٩٠) ، وجمع السّتر أستار، وستور، وستر، ويقال امرأة ستيرة أي ذات ستارة، وجارية مستّرة أي مخدّرة، وقول الله- عزّ وجلّ-: حِجاباً مَسْتُوراً (الإسراء/ ٤٥) أي حجابا على حجاب، والأوّل مستور بالثّاني يراد بذلك كثافة الحجاب، ويقال إنّه مفعول بمعنى فاعل أي ساتر كما في قوله سبحانه إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (مريم/ ٦١) أي آتيا. وفي الحديث الشّريف: «إنّ الله

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٣/ ٤٧/ ١٦

حييّ ستير يحبّ السّتر» فعيل هنا بمعنى فاعل أيضا، أي من شأنه وإرادته، حبّ السّتر والصّون.

والسّترة: ما استترت به من شيء كائنا ما كان وهو أيضا السّتار والسّتارة والجمع السّتائر.

والسّترة والمستر، والسّتارة، والإستار كالسّتر، وفي الحديث: «أيّما رجل أغلق بابه على امرأة، وأرخى دونها إستارة فقد تمّ صداقها» ، الإستارة من السّتر، قيل: لم تستعمل إلّا في هذا الحديث، أو لم تسمع إلّا فيه، والسّتر أيضا: الحياء، يقال: ما لفلان ستر ولا حجر، فالسّتر الحياء، والحجر العقل «١» .

الستير من صفات المولى- عز وجل-:

ورد السّتير والسّتّير صفة للمولى- عزّ وجلّ- قال ابن الأثير في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله حييّ ستير يحبّ الحياء والسّتر» ستير: فعيل بمعنى فاعل، أي من شأنه وإرادته حبّ السّتر والصّون»

وقد أورد النسائيّ صيغة أخرى في هذه الصّفة وهي ستّير بتشديد التّاء مكسورة وذلك في قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الّذي رواه عطاء عن يعلى «إنّ الله- عزّ وجلّ- حليم حييّ ستّير ... الحديث» قال الإمام السّنديّ في


(١) مقاييس اللغة (٣/ ١٣٢) ، مفردات الراغب (٢٢٩) ، الصحاح (٢/ ٦٧٧) ، النهاية (٢/ ٣٤١) ، ولسان العرب (٤/ ٣٤٣- ٣٤٥) .
(٢) النهاية (٢/ ٣٤١) وانظر: اللسان (٤/ ٣٤٤) .