(٢) جذر قلوب الرجال: الجذر، بفتح الجيم وكسرها، لغتان. قال في الفائق: الجذر، بالفتح والكسر، الأصل. (٣) الوكت: هو الأثر اليسير. وقيل: هو سواد يسير. وقيل: هو لون يحدث مخالف للون الذي كان قبله. (٤) المجل: بإسكان الجيم وفتحها: لغتان. والمشهور الإسكان. يقال: مجلت يده تمجل مجلا. ومجلت تمجل مجلا، لغتان مشهورتان. والمجل هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل. (٥) فنفط: يقال: نفطت يده نفطا، من باب تعب، ونفيطا إذا صار بين الجلد واللحم ماء. وتذكير الفعل المسند إلى الرجل، وكذا تذكير قوله: فتراه منتبرا. مع أن الرّجل مؤنثة، باعتبار معنى العضو. (٦) ومنتبرا: مرتفعا. وأصل هذا اللفظ الارتفاع. ومنه المنبر لارتفاعه وارتفاع الخطيب عليه. قال صاحب التحرير: معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا. فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت. وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله. فإذا زال شيء آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة. وهذه الظلمة فوق التي قبلها. ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه في القلب وخروجه بعد استقراره فيه، واعتقاب الظلمة إياه، بجمر يدحرجه على رجله حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر ويبقى التنفط. (٧) ولقد أتى عليّ زمان: معنى المبايعة هنا البيع والشراء المعروفان. ومراده أني كنت أعلم أن الأمانة لم ترتفع، وأن في الناس وفاء بالعهود. فكنت أقدم على مبايعة من اتفق غير باحث عن حاله، وثوقا بالناس وأمانتهم. فإنه إن كان مسلما فدينه وأمانته تمنعه من الخيانة وتحمله على أداء الأمانة. وإن كان كافرا فساعيه، وهو الوالي عليه، كان يقوم أيضا بالأمانة في ولايته، فيستخرج حقي منه. وأما اليوم فقد ذهبت الأمانة، فما بقى لي وثوق بمن أبايعه، ولا بالساعي في أدائهما الأمانة. فما أبايع إلا فلانا وفلانا، يعني أفرادا من الناس، أعرفهم وأثق فيهم.