مصدر قولهم: نبل فلان أي صار نبيلا، وهو مأخوذ من مادّة (ن ب ل) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على فضل وكبر، ثمّ يستعار منه الحذق في العمل، فيقال للفضل في الإنسان نبل، والمعنى في الحذق قولهم: إنّ النّابل: الحاذق بالأمر، والفعل (أي المصدر) النّبالة، وفلان أنبل النّاس بالإبل: أي أعلمهم بما يصلحها، قال الشّاعر:
تدلّى عليها بالحبال موثّقا ... شديد الوصاة نابل وابن نابل
وفي الباب قياس آخر يدلّ على رمي الشّيء ونبذه وخفّة أمره، ومن ذلك: النّبل: السّهام العربيّة، والنّابل صاحب النّبل، والنّبّال الّذي يعمله، ونبلته:
أي رميته بالنّبل.
وقال الجوهريّ: النّبل: النّبالة والفضل، وقد نبل- بالضّمّ- فهو نبيل، والجمع نبل- بالتّحريك- مثل كريم وكرم، يقال: نابلته فنبلته، إذا كنت أجود نبلا منه، وقد يكون ذلك في النّبل أيضا، وتنبّل تكلّف النّبل، وتنبّل (أيضا) أخذ الأنبل فالأنبل وتنبّل البعير:
مات، قال ابن الأعرابيّ ويقال: تنبّل الإنسان أيضا (مات) ، والنّبيلة: الجيفة «١» والنّابل: الحاذق بالأمر، يقال فلان نابل وابن نابل، أي حاذق وابن حاذق، ويقال ما انتبل نبله إلّا بأخرة، أي ما انتبه له وما بالى به، وقال ابن منظور:
الفضيلة، وأمّا النّبالة فهي أعمّ، تجري مجرى النّبل، وتكون مصدرا للشّيء النّبيل أي الجسيم قال: والنّبل في معنى جماعة النّبيل، كما أنّ الأدم جماعة الأديم، والكرم قد يجيء جماعة الكريم، وفي بعض القول:
رجل نبل وامرأة نبلة وقوم نبال، وفي المعنى الأوّل، قوم نبلاء. وقال ابن سيده: وكلّ حاذق نابل ويقال: نبل الرّجل بالطّعام ينبله: علّله به. وناوله الشّيء بعد الشّيء، ونبل به ينبله: رفق به، ولأنبلنّك بنبالتك، أي لأجزينّك جزاءك، والنّبل (بالفتح) حسن السّوق، والنّابل: المحسن للسّوق وقولهم: انبل بقومك أي ارفق بهم، والنّبل (بضمّتين) الرّفق، والنّبل:
(١) فى هذا إشارة إلى أنّ تنبّل بمعنى مات مأخوذ من النبيلة بمعنى الجيفة.