للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الاستعانة)]

١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الدّين يسر، ولن يشادّ الدّين أحد إلّا غلبه فسدّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة «١» والرّوحة «٢» وشيء من الدّلجة «٣» » ) * «٤» .

٢-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: إنّ ضمادا (يعني ابن ثعلبة) قدم مكّة. وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الرّيح «٥» . فسمع سفهاء من أهل مكّة يقولون: إنّ محمّدا مجنون. فقال:

لو أنّي رأيت هذا الرّجل لعلّ الله يشفيه على يديّ.

قال: فلقيه. فقال: يا محمّد، إنّي أرقي من هذه الرّيح.

وإنّ الله يشفي على يدي من شاء. فهل لك؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضلّ له. ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. وأنّ محمّدا عبده ورسوله. أمّا بعد» قال: فقال: أعد عليّ كلماتك هؤلاء. فأعادهنّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّات.

قال: فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السّحرة وقول الشّعراء. فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء. ولقد بلغن ناعوس «٦» البحر، قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام. قال: فبايعه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وعلى قومك» . قال: وعلى قومي. قال: فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّة فمرّوا بقومه. فقال صاحب السّريّة للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة «٧» . فقال: ردّوها، فإنّ هؤلاء قوم ضماد) * «٨» .

٣-* (عن مسروق قال: «سألت أمّ رومان وهي أمّ عائشة- رضي الله عنهما- لمّا قيل فيها ما قيل قالت: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول: فعل الله بفلان وفعل.

قالت: فقلت: لم؟ قالت: إنّه نمى ذكر الحديث «٩» ، فقالت عائشة: أيّ حديث؟ فأخبرتها. قالت:

فسمعه أبو بكر ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: نعم. فخرّت مغشيّا عليها، فما أفاقت إلّا وعليها حمّى بنافض «١٠» .

فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ما لهذه؟» . قلت: حمّى أخذتها من أجل حديث تحدّث به فقعدت. فقالت: والله لئن حلفت لا تصدّقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (يوسف/ ١٨) .


(١) الغدوة: السير أول النهار من الغداة إلى طلوع الشمس.
(٢) الروحة: السير فيما بعد الزوال.
(٣) الدلجة: السير آخر الليل، وقيل سير الليل.
(٤) البخاري الفتح ١ (٣٩) .
(٥) الريح: الريح هنا بمعنى مس الجن أو الجنون.
(٦) ناعوس البحر: وفي روايات أخرى قاموس البحر، وهو وسطه ولجّته، ولعل لفظ ناعوس تصحيف.
(٧) مطهرة: هي الإناء الذي يتوضأ به ويتطهر به.
(٨) مسلم (٨٦٨) .
(٩) الحديث: أي حديث الإفك.
(١٠) حمى بنافض: أي حمى برعدة شديدة كأنها نفضتها أي حرّكتها.