للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التجسس]

التّجسّس لغة:

مصدر قولهم: تجسّس يتجسّس، وهو مأخوذ من مادّة (ج س س) الّتي تدلّ على تعرّف الشّيء بمسّ لطيف يقال: جسست العرق وغيره جسّا، والجاسوس فاعول من هذا لأنّه يتخبّر ما يريده بخفاء ولطف، وقال الرّاغب: أصل الجسّ: مسّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصّحّة والسّقم وهو أخصّ من الحسّ فإنّ الحسّ تعرّف ما يدركه الحسّ، ومن لفظ الجسّ اشتقّ الجاسوس، وقول الله تعالى وَلا تَجَسَّسُوا قرأها أبو رجاء والحسن وغيرهما ولا تحسّسوا (الحجرات/ ١٢) بالحاء، قال القرطبيّ: واختلف هل هما بمعنى واحد أو بمعنيين؟ فقال الأخفش: ليس تبعد إحداهما عن الأخرى، لأنّ التحسّس البحث عمّا يكتم عنك، والتّجسّس: طلب الأخبار والبحث عنها. ومعنى الآية: خذوا ما ظهر ولا تتبّعوا عورات المسلمين، أي لا يبحث أحدكم عن غيب أخيه حتى يطّلع عليه بعد أن ستره الله «١» .

وقال الطّبريّ: لا تَجَسَّسُوا أي لا يتتبّع

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١/ ٤/ ٦

بعضكم عورة أخيه ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظّهور على عيوبه «٢» ، وقال ابن منظور:

الجسّ: جسّ الخبر، ومنه التّجسّس. وجسّ الخبر وتجسّسه: بحث عنه وفحص. وتجسّست فلانا، ومن فلان بحثت عنه، وتجسّست الخبر وتحسّسته بمعنى واحد. والجاسوس: العين يتجسّس الأخبار ثم يأتي بها، وقيل الجاسوس الّذي يتجسّس الأخبار «٣» .

التّجسّس اصطلاحا:

قال ابن الأثير: التّجسّس: التّفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشّرّ «٤» .

وقال الكفويّ: التّجسّس: هو السّؤال عن العورات من غيره «٥» .

التّجسّس: هو أن تتبّع عيب أخيك فتطّلع على سرّه «٦» .

الفرق بين التجسّس والتّحسّس:

قال بعض العلماء: هما بمعنى واحد هو تطلّب معرفة الأخبار. ولكنّ الأكثرين على التّفريق، فالتّجسّس أن يطلب الخبر لغيره والتّحسّس أن يطلبه


(١) تفسير القرطبي (١٦/ ٢١٨) .
(٢) تفسير الطبري (١١/ ٣٩٤) .
(٣) لسان العرب (٦/ ٣٨) .
(٤) النهاية (١/ ٢٧٢) .
(٥) الكليات (٣٠٣) .
(٦) الدر المنثور، للسيوطي (٧/ ٥٦٧) .