للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الفقه)]

١-* (عن معاوية- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين، وإنّما أنا قاسم، والله يعطي، ولن تزال هذه الأمّة قائمة على أمر الله لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله» ) * «١» .

٢-* (عن درّة ابنة أبي لهب قالت: كنت عند عائشة فدخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ائتوني بوضوء» . قالت فابتدرت أنا وعائشة الكوز فبدرتها فأخذته أنا فتوضّأ فرفع إليّ عينه أو بصره. قال: «أنت منّي وأنا منك» .

قالت: فأتي برجل فقال: ما أنا فعلته إنّما قيل لي.

قالت: وكان يسأله على المنبر: من خير النّاس؟. فقال:

«أفقههم في دين الله وأوصلهم لرحمه» . وذكر شريك شيئين آخرين فلم أحفظهما) * «٢» .

٣-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ مثل ما بعثني الله- عزّ وجلّ- به من الهدى والعلم كمثل غيث «٣» أصاب أرضا.

فكانت منها طائفة طيّبة. قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب «٤» الكثير وكان منها أجادب «٥» أمسكت الماء. فنفع الله بها النّاس. فشربوا منها وسقوا ورعوا.

وأصاب طائفة منها أخرى. إنّما هي قيعان «٦» لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه «٧» في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلّم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى الله الّذي أرسلت به» ) * «٨» .

٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا. قال: «من وضع هذا؟» . فأخبر، فقال: «اللهمّ فقّهه في الدّين» ) * «٩» .

٥-* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- أنّه خرج من عند مروان نصف النّهار قلنا (والقول هذا لا أبان بن عثمان) : ما بعث إليه في هذه السّاعة إلّا لشيء سأله عنه، فقمنا فسألناه؟ فقال: نعم، سألنا عن


(١) البخاري- الفتح ١ (٧١) .
(٢) أحمد (٦/ ٦٨) . والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٥٨) وقال رجاله ثقات. واللفظ له.
(٣) غيث: الغيث هو المطر.
(٤) الكلأ والعشب: العشب والكلأ والحشيش كلها أسماء للنبات. لكن الحشيش مختص باليابس. والعشب والكلا، مقصورا، مختصان بالرطب. والكلأ بالهمز يقع على اليابس والرطب.
(٥) أجادب: هي الأرض التي لا تنبت كلأ. وقال الخطابي: هي الأرض التي تمسك الماء فلا يسرع فيه النضوب. قال ابن بطال وصاحب المطالع وآخرون: هو جمع جدب على غير قياس. كما قالوا في حسن جمعه محاسن. والقياس أن محاسن جمع محسن. وكذا قالوا مشابه جمع شبه. وقياسه أن يكون جمع مشبه.
(٦) قيعان: جمع القاع. وهو الأرض المستوية، وقيل الملساء، وقيل التي لا نبات فيها، وهذا هو المراد في هذا الحديث كما صرح به صلّى الله عليه وسلّم. ويجمع أيضا على أقوع وأقواع.
(٧) فقه: الفقه في اللغة هو الفهم. يقال منه: فقه بكسر القاف يفقه فقها، بفتحها، كفرح يفرح فرحا. أما الفقه الشرعي فقال صاحب العين والهروي وغيرهما: يقال منه فقه بضم القاف. والمراد بقوله صلّى الله عليه وسلّم «فقه في دين الله» هذا الثاني. فيكون مضموم القاف على المشهور.
(٨) البخاري- الفتح ١ (٧٩) . ومسلم ٤ (٢٢٨٢) واللفظ له.
(٩) البخاري- الفتح ١ (١٤٣) واللفظ له. ومسلم (٢٤٧٧) .