للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تذكر الموت (قصر الأمل)]

/الآيات/ الأحاديث/ الآثار

/ ٥٦/ ٧٣/ ٣٨/

١- التذكر لغة:

قال ابن منظور: الذّكر: الحفظ للشّيء تذكره، والذّكر جري الشّيء على لسانك.

واستذكره: كاذّكره، وأذكره إيّاه: ذكّره، والاسم الذّكرى.

يكون الذّكرى بمعنى الذّكر ويكون بمعنى التّذكّر، والذّكر والذّكرى بالكسر نقيض النّسيان وكذلك الذّكرة.

والتّذكرة: ما تستذكر به الحاجة.

والتّذكّر: تذكّر ما أنسيته. وذكرت الشّيء بعد النّسيان وذكرته بلساني وبقلبي وتذكّرته وأذكرته غيري وذكّرته بمعنى.

قال الله تعالى: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ (يوسف/ ٤٥) أي ذكر بعد نسيان وأصله اذتكر فأدغم «١» .

قال ابن القيّم: والتّذكّر: تفعّل من الذّكر وهو ضدّ النّسيان. واختير له بناء التّفعّل لحصوله بعد مهلة وتدرّج. كالتّبصّر والتّفهّم والتّعلّم.

[التذكر اصطلاحا:]

هو حضور صورة المذكور العلميّة (أي الّتي يعلم بها) في القلب «٢» .

[أنواع التذكر:]

قال الرّاغب: الذّكر تارة يقال ويراد به هيئة للنّفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا لإحرازه والذّكر يقال اعتبارا لاستحضاره وتارة يقال لحضور الشّيء القلب أو القول ولذلك قيل الذّكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر باللّسان وكلّ واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ وكلّ قول يقال له ذكر فمن الذّكر باللّسان قوله تعالى:

لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ (الأنبياء/ ١٠) وقوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ (الأنبياء/ ٥٠) ومن الذّكر عن النّسيان قوله تعالى: فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (الكهف/ ٦٣) ومن الذّكر بالقلب واللّسان معا قوله تعالى فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (البقرة/ ٢٠٠) «٣» .

٢- الموت لغة:

قال ابن منظور: الموت والموتان ضدّ الحياة.


(١) لسان العرب: (٤/ ٣٠٨، ٣٠٩) . وانظر محيط المحيط: (٣٠٩)
(٢) مدارج السالكين (١/ ٤٤٢) .
(٣) مفردات الراغب (١٧٩) .