للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تتحقق هذه الخدمة إلا إذا عرف المعلم بصورة محددة ما يجب أن نستكشفه في ضوء هذه الأسباب، فليس في مقدور هذه الحوادث المروية وحدها أن تقود التلاميذ قيادة مثمرة للفهم، إلا إذا أحسن المعلم تدبرها واستطاع أن يساعد التلاميذ ليروا من ثناياها الأوضاع العامة التي أدت إلى نزول القرآن من لدن رب العالمين ليحق الحق ويبطل الباطل، وليمحوا العقائد الضالة والأوضاع الاجتماعية الفاسدة.

٢- أسلوب تفريغ الطاقة:

تحرص التربية الإسلامية على النظر إلى الإنسان باعتباره جهازا معقدا من الطاقات، ومن ثم يجب توجيه هذه الطاقات وجهتها الصحيحة لكل ما يجلب المنفعة للفرد، ويحميه من الدوافع والميول التي قد تعرضه للانحراف أو السلوك غير السوي، ويتجلى هذا الأسلوب فيما يلي:

أ- الاهتمام بحاجات وميول ورغبات التلاميذ وجعلها أساسا محددا في موضوعات التربية الإسلامية.

ب- الاهتمام بأوجه النشاط المختلفة وحفز التلاميذ على الاشتراك فيها مما يؤدي إلى تفريغ الشحنات المتجمعة في داخلهم بصورة تهدف إلى تحقيق أغراض التربية «١» .

ج- مساعدة التلاميذ على الاطلاع الخارجي، والقيام بالرحلات التي تؤدي إلى اكتساب المهارات المستخدمة في إفراغ طاقتهم بصورة سليمة.

٣- أسلوب العادة:

يشغل أسلوب العادة مركزا مهما في ميدان التربية والتعليم لما له من قدرة في تربية النشء وتوجيهه التوجيه الأمثل المحقق لأهداف التربية الإسلامية. والعادة هي (كل سلوك متكرر يكتسب اجتماعيا ويتعلم اجتماعيا، ويمارس اجتماعيا، ويتوارث اجتماعيا «٢» .

٤- أسلوب الممارسة والعمل:

إن تكوين أخلاق الإنسان وبناء علاقاته الاجتماعية لا تقوم بالوعظ وحده ولا بالحفظ وحده، بل تحتاج إلى أفعال يمارسها الإنسان لتتكون أخلاقه عمليّا ليبني علاقات مع بني الإنسان بالواقع «٣» . إذ مما تجدر الإشارة إليه أن «تعود المرء على النظام في الحياة، وعلى ضبط النفس وعلى الحياة الاجتماعية التعاونية، كلها تتطلب مرانا وممارسة يومية تلازم حياة الإنسان ليل نهار» «٤» .


(١) بإيجاز وتصرف عن التربية الإسلامية، كيف نرغبها لأبنائنا ص ٥٢- ٥٣.
(٢) انظر في ذلك، وفي الموجهات التي يجب الالتزام بها، المرجع السابق، ص ٦٤.
(٣) محمد فاضل الجمالي، نحو توحيد الفكر التربوي، ص ١٠٤.
(٤) محمد فاضل الجمالي، المرجع السابق، ص ١٠٥، وقارن ب: التربية الإسلامية، كيف نرغبها لأبنائنا، ص ٩٩.