للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[السفاهة]

[السفاهة لغة:]

مصدر قولهم: سفه فلان إذا صار سفيها، ومثلها السّفه إلّا أنّ الفعل منه سفه (بكسر الفاء) ، وكلاهما مأخوذ من مادّة (س ف هـ) الّتي تدلّ على الخفّة والسّخافة، ومن ذلك قولهم ثوب سفيه أي رديء النّسج، وتسفّهت الرّيح إذا مالت، والسّفه ضدّ الحلم، يقال: تسفّهت فلانا عن ماله إذا خدعته كأنّك ملت به عنه واستخففته، وقال بعضهم: أصل السّفه:

خفّة الحلم. وقيل: السّفه: خفّة في البدن، ومنه قيل:

زمام سفيه كثير الاضطراب، ثمّ استعمل في خفّة النّفس لنقصان العقل، وقيل: أصل السّفه الخفّة والحركة والطّيش، وقيل: الجهل والاضطراب، يقال:

سفه حلمه ورأيه ونفسه سفها وسفاهة وسفاها، أي حمله على السّفه، وقال بعضهم: سفه بالضّم سفاها وسفاهة وسفه بالكسر سفها، وهما لغتان، وتسفّهت عليه إذا أسمعته (ما يكره) ، وسفّهه تسفيها: نسبه إلى السّفه، وسافهه مسافهة (إذا تشاركا في السّفه) ، وكذلك سفهت الشّراب «بالكسر» إذا أكثرت منه ولم ترو، وسفه علينا وسفه «بالكسر والضّمّ» إذا جهل فهو

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٩/ ٨/ ٥

سفيه، أي جاهل، والسّفيه أيضا: الخفيف العقل.

وجمع السّفيه سفهاء وسفاه، والأنثى سفيهة وجمعها سفيهات وسفائه وسفه وسفاه، وقولهم: سفّه الجهل حلمه: أطاشه وأخفّه «١» .

[السفاهة اصطلاحا:]

يسوّي معظم العلماء بين السّفه والسّفاهة ومن ثمّ يكون تعريفهما واحدا.

يقول الجاحظ: السّفه: نقيض الحلم وهو سرعة الغضب، والطّيش من يسير الأمور، والمبادرة في البطش، والإيقاع بالمؤذي، والسّرف في العقوبة، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسّبّ الفاحش «٢» .

وقال الجرجانيّ: السّفه عبارة عن خفّة تعرض للإنسان من الفرح والغضب فيحمله ذلك على العمل بخلاف العقل وموجب الشّرع «٣» .

وقد فرّق المناويّ بين السّفه والسّفاهة: فعرّف السّفه بما عرّفه به الجرجانيّ، ثمّ عرّف السّفاهة فقال:

السّفاهة: خفّة الرّأي في مقابلة ما يراد منه من المتانة والقوّة «٤» .


(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ٧٩، ٨٠) ، الصحاح (٦/ ٢٢٣٤) ، لسان العرب (٣/ ٢٠٣٢) ط. دار المعارف، والمفردات للراغب (٢٣٤) ، وقارن أيضا ب (بصائر ذوي التمييز: ٣/ ٢٢٩) .
(٢) تهذيب الأخلاق (٢٩) .
(٣) التعريفات (١٢٥) .
(٤) التوقيف على مهمات التعاريف (١٩٤، ١٩٥) .