مصدر تفرّق يتفرّق، إذا تشتّت ولم يجتمع، وهو مأخوذ من مادّة (ف ر ق) الّتي تدلّ على معنى «التّمييز والتّفريق» يقول ابن فارس: الفاء والرّاء والقاف أصيل صحيح يدلّ على تمييز وتزييل بين شيئين، من ذلك فرق الشّعر، يقال: فرقت الشّعر فرقا، والفرق: الفلق من الشّيء إذا انفلق منه، ومنه قوله تعالى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (الشعراء/ ٦٣) .
والفرق: القطعة المنفصلة، ومنه الفرقة للجماعة المتفرّدة من النّاس، والفريق الجماعة المتفرّقة عن آخرين، وقيل: الفرقة طائفة من النّاس، والفريق أكثر منهم، وفي الحديث «أفاريق العرب» وهو جمع أفراق، وأفراق: جمع فرقة.
وقال الرّاغب: يقال: فرقت بين الشّيئين:
فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفصل تدركه البصيرة، وقيل لعمر- رضي الله عنه- «الفاروق» لكونه فارقا بين الحقّ والباطل، وقول الله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ (الإسراء/ ١٠٦) أي بيّنّا فيه الأحكام وفصّلناه وقيل: فرقناه أي أنزلناه مفرّقا،
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
١٠/ ٢٤/ ٦
والتّفريق أصله للتّكثير (في الفرق) ، ويقال ذلك في تشتيت الشّمل والكلمة كما في قوله سبحانه يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ (البقرة/ ١٠٢) ، وقوله سبحانه رَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ
(طه/ ٦٤) أمّا قوله سبحانه وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ (النساء/ ١٥٠) فمعناه أنّهم يظهرون الإيمان بالله ويكفرون برسله خلاف ما أمرهم الله به، والفرقان أبلغ من الفرق؛ لأنّه يستعمل في الفرق بين الحقّ والباطل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، ويوم الفرقان هو اليوم الّذي يفرق فيه بين الحقّ والباطل، والحجّة والشّبهة، وقال الجوهريّ: يقال: فرقت بين الشّيئين أفرق فرقا وفرقانا، وفرّقت الشّيء تفريقا وتفرقة، فانفرق وافترق وتفرّق «١» ، ويقال: فرق له الطّريق أي اتّجه له طريقان، وقال ابن منظور: الفرق: خلاف الجمع، يقال: فرق فرقا، وفرّق تفريقا، وفر (يستعمل) في الصّلاح، والتّفريق للإفساد، ويقال: انفرق الشّيء وتفرّق وافترق، والتّفرّق والافتراق سواء، ومنهم من يجعل التّفرّق للأبدان، والافتراق في الكلام، يقال:
فرّقت بين الكلامين فافترقا، وفرّقت بين الرّجلين فتفرّقا، وفي الحديث «من فارق الجماعة فميتته جاهليّة،
(١) معنى هذا أنّ هذه الصيغ الثلاث تدلّ على المطاوعة.