للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف الواو]

[الورع]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

٣١/ ٢٢

[الورع لغة:]

مصدر قولهم: ورع يرع وهو مأخوذ من مادّة (ور ع) الّتي تدلّ على الكفّ والانقباض، قال ابن فارس: ومنه (أي من هذا المعنى) الورع: العفّة، وهي الكفّ عمّا لا ينبغي، والورع (أيضا) الرّجل الجبان، والفعل منه ورع يورع ورعا إذا كان جبانا، وورّعته وأورعته: كففته «١» .

وقال الجوهريّ: قال ابن السّكّيت وأصحابنا (الكوفيّون) يذهبون بالورع إلى الجبان وليس كذلك، وإنّما الورع: الصّغير الضّعيف الّذي لا غناء عنده، ويقال من ذلك: إنّما مال فلان أوراع: أي صغار، والورع (بكسر الرّاء) : الرّجل التّقيّ، وتورّع من كذا أي تحرّج.

وقال الفيروزاباديّ: الورع التّقوى، وقد ورع كورث، ووجل، ووضع، وكرم «٢» أي تحرّج.

وقال ابن منظور: الورع: التّحرّج، والورع:

بكسر الرّاء: الرّجل التّقيّ المتحرّج.

والورع في الأصل: الكفّ عن المحارم والتّحرّج منها، ثمّ استعير للكفّ عن المباح والحلال وقال الأصمعيّ: الرّعة الهدى وحسن الهيئة. يقال: قوم حسنة رعتهم أي شأنهم وأمرهم وأدبهم وأصله من الورع، وهو الكفّ عن القبيح «٣» .

[واصطلاحا:]

قال المناويّ: قيل (في تعريفه) : الورع ترك ما يريبك، ونفي ما يعيبك، والأخذ بالأوثق، وحمل النّفس على الأشقّ.

وقيل: النّظر في المطعم واللّباس، وترك ما به بأس، وقيل: تجنّب الشّبهات، ومراقبة الخطرات «٤» .

وقال الكفويّ:

الورع: الاجتناب عن الشّبهات سواء كان تحصيلا أو غير تحصيل؛ إذ قد يفعل المرء فعلا تورّعا، وقد يتركه تورّعا أيضا، ويستعمل بمعنى التّقوى، وهو الكفّ عن المحرّمات القطعيّة «٥» .

وقال الرّاغب: الورع عبارة عن ترك التّسرّع إلى


(١) معنى ذلك أنه يقال ورع يرع مثل ورث يرث، وورع يورع مثل وجل يوجل، وورع يرع مثل وضع يضع وورع يورع مثل كرم يكرم.
(٢) مقاييس اللغة (٦/ ١٠٠) ، والصحاح (٣/ ١٢٩٧) ، ولسان العرب (ورع) (٦/ ٤٨١٤) (ط. دار المعارف) ، والقاموس المحيط (٣/ ٩٦) .
(٣) لسان العرب (٨/ ٣٨٨) .
(٤) التوقيف على مهمات التعاريف (٣٣٧) .
(٥) الكليات للكفوي (٩٤٤) .