[الأحاديث الواردة في (التعاون على البر والتقوى)]
١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الدّين يسر ولن يشادّ «١» الدّين أحد إلّا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة «٢» والرّوحة «٣» وشيء من الدّلجة «٤» » ) * «٥» .
٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج من عندها ليلا. قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع. فقال: «مالك يا عائشة أغرت؟» فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أقد جاءك شيطانك؟» قالت:
يا رسول الله أو معي شيطان. قال: «نعم» . قلت:
ومع كلّ إنسان؟. قال: «نعم» قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: «نعم، ولكن ربّي أعانني عليه حتّى أسلم» ) * «٦» .
٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ للمساجد أوتادا «٧» هم أوتادها لهم جلساء من الملائكة فإن غابوا سألوا عنهم وإن كانوا مرضى عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم» ) * «٨» .
٤-* (عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه- قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- «أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق من قبل أمّ إسماعيل اتّخذت منطقا «٩» لتعفّي أثرها على سارّة، ثمّ جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتّى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكّة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثمّ قفّى إبراهيم منطلقا، فتبعته أمّ إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الّذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها. فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيّعنا.
ثمّ رجعت. فانطلق إبراهيم حتّى إذا كان عند الثّنيّة «١٠» ، حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثمّ دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ
(١) المشادة: أصلها المشاددة، ومعناها المغالبة.
(٢) الغداة: السير أول النهار من الغداة إلى طلوع الشمس.
(٣) الروحة: السير فيما بعد الزوال.
(٤) الدلجة: السير آخر الليل، وقيل سير الليل.
(٥) البخاري- الفتح ١ (٣٩) .
(٦) مسلم (٢٨١٥) .
(٧) الأوتاد هنا معناها الرجال الملازمون للمساجد. شبههم بالأوتاد لملازمتهم للمساجد وطول مكثهم بها.
(٨) أحمد (٢/ ٤١٨) وقال مخرجه (الحسيني هاشم) : إسناده حسن وعزاه للحاكم. أحمد ط. شاكر (١٧/ ١١٠) من حديث عبد الله بن سلام. وهو في المستدرك (٢/ ٣٩٨) موقوف على عبد الله بن سلام. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٩) المنطق: كل ما شد الإنسان به وسطه.
(١٠) الثّنيّة: طريق العقبة، والطريقة في الجبل، وقيل هي الجبل نفسه.
