للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (العصيان)

١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «احتجّ آدم وموسى- عليهما السّلام- عند ربّهما فحجّ آدم موسى. قال موسى:

أنت آدم الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنّته، ثمّ أهبطت النّاس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيء، وقرّبك نجيّا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى:

بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى؟ (طه/ ١٢١) . قال: نعم. قال:

أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«فحجّ آدم موسى «١» » ) * «٢» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

أتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما بلحم فرفع إليه الذّراع- وكانت تعجبه- فنهس «٣» منها نهسة فقال «أنا سيّد النّاس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأوّلين والاخرين في صعيد واحد «٤» .

فيسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر «٥» . وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون. فيقول بعض النّاس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض:

ائتوا آدم. فيأتون آدم. فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر.

خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنّ ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإنّه نهاني عن الشّجرة فعصيته. نفسي.

نفسي ... الحديث) * «٦» .

٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: ألا أخبركم بما سمعت من في رسول الله «٧» صلّى الله عليه وسلّم؟ سمعته أذناي ووعاه قلبي: «إنّ عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا «٨» ثمّ عرضت له التّوبة «٩» ... الحديث، وفيه: «فخرج يريد القرية الصّالحة


(١) أي غلبه بالحجة وظهر عليه بها.
(٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٦١٤) ، ومسلم (٢٦٥٢) واللفظ له.
(٣) فنهس: أي أخذ بأطراف أسنانه.
(٤) في صعيد واحد: الصعيد هو الأرض الواسعة المستوية.
(٥) وينفذهم البصر: أي ينفذهم بصر الرحمن تبارك وتعالى حتى يأتي عليهم كلهم.
(٦) البخاري- الفتح ٨ (٤٧١٢) ، ومسلم (١٩٤) واللفظ له.
(٧) من في رسول الله: أي من فم رسول الله.. إلخ.
(٨) تسعة وتسعون نفسا: هكذا في متن صحيح مسلم، وفي شرح النووي لهذا المتن: تسعا وتسعين نفسا وهو الصحيح، ويبدو أن في المتن خطأ طباعيا، ويؤيده رواية البخاري: تسعة وتسعين إنسانا.
(٩) عرضت له التوبة: وردت في خاطره وفكر فيها.