للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعرض له أجله «١» في الطّريق فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب. قال إبليس: أنا أولى به؛ إنّه لم يعصني ساعة قطّ. قال: فقالت ملائكة الرّحمة: إنّه خرج تائبا» ) * «٢» .

٤-* (عن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه- أنّ رجلا خطب عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله» ) * «٣» .

٥-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث علقمة بن مجزّز على بعث- وأنا فيهم- فلمّا انتهى إلى رأس غزاته «٤» - أو كان ببعض الطّريق- استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمّر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السّهميّ- فكنت فيمن غزا معه- فلمّا كان ببعض الطّريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا. فقال عبد الله (وكانت فيه دعابة) «٥» : أليس لي عليكم السّمع والطّاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلّا صنعتموه؟ قالوا: نعم. قال: فإنّي أعزم عليكم إلّا تواثبتم في هذه النّار. فقام ناس فتحجّزوا فلمّا ظنّ أنّهم واثبون. قال: أمسكوا على أنفسكم.

فإنّما كنت أمزح معكم. فلّما قدمنا ذكروا ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه» ) * «٦» .

٦-* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه-: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ذات يوم في خطبته:

«ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته «٧» عبدا حلال. وإنّي خلقت عبادي حنفاء «٨» كلّهم. وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «٩» عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزّل به سلطانا، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم «١٠» ، عربهم


(١) عرض له أجله: وفاه أجله وحل به الموت.
(٢) البخاري- الفتح (٦/ ٣٤٧٠) ، ومسلم (٢٧٦٦) ، وابن ماجة (٢٦٢٢) واللفظ له.
(٣) مسلم (٨٧٠) .
(٤) المراد: فرغنا من غزوتنا، ولم يعد الأمر محتاجا إلى بقاء كل أفراد الغزوة بل يكفي وجود بعضهم استأذن فريق من الجيش في الرجوع.
(٥) الدعابة: المرح، ومبادلة الضحك مع الآخرين لنفي الملل والسامة.
(٦) ابن ماجة (٢٨٦٣) ، وفي الزوائد: إسناده صحيح. وأصله في الصحيحين: البخاري الفتح ١٣ (٧١٤٥) ، ومسلم (١٨٤٠) من حديث علي رضي الله عنه.
(٧) نحلته: أعطيته. وجملة: كل مال.. إلخ معمول لفعل محذوف والتقدير: قال الله تعالى.
(٨) حنفاء: مسلمين، أو مستقيمين مهيئين لقبول الهداية.
(٩) اجتالتهم: صرفوهم عمّا كانوا عليه وأزالوهم عنه.
(١٠) مقتهم: المقت: أشد البغض.