للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها» قال: فقلت: والّذي بعثك بالحقّ! ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك. من أصابها من النّاس) * «١» .

٢٦-* (عن عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- أنّه قال وهو يخطب: إنّا والله قد صحبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في السّفر والحضر، يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإنّ ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قطّ) * «٢» .

٢٧-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه قال: كنت جالسا في داري. فمرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فأشار إليّ. فقمت إليه. فأخذ بيدي. فانطلقنا حتّى أتى بعض حجر نسائه. فدخل. ثمّ أذن لي.

فدخلت الحجاب عليها «٣» . فقال: «هل من غداء» فقالوا: نعم. فأتي بثلاثة أقرصة. فوضعن على نبيّ «٤» .

فأخذ رسول الله قرصا فوضعه بين يديه. وأخذ قرصا آخر فوضعه بين يديّ. ثمّ أخذ الثّالث فكسره باثنين.

فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يديّ. ثمّ قال: «هل من أدم؟» قالوا: لا. إلّا شيء من خلّ. قال: «هاتوه.

فنعم الأدم هو» ) * «٥» .

[من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المواساة)]

١-* (قال إبراهيم بن أدهم- رحمه الله تعالى-:

المواساة من أخلاق المؤمنين) * «٦» .

٢-* (قال أبو الأعرج- رضي الله عنه- لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم- رضي الله عنه- أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التّواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه مماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا) * «٧» .

٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

كنّا نسمّي جعفرا أبا المساكين، كان يذهب إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئا، أخرج لنا عكّة أثرها عسل، فنشقّها ونلعقها) * «٨» .

٤-* (قال الذّهبيّ: قيل: كانت لأبي برزة الأسلميّ جفنة من ثريد غدوة، وجفنة عشيّة للأرامل واليتامى والمساكين) * «٩» .


(١) مسلم (٢٠٥٥) .
(٢) أحمد (١/ ٦٩- ٧٠) برقم (٥٠٤) . وقال الشيخ أحمد شاكر (١/ ٣٧٨) : إسناده حسن.
(٣) فدخلت الحجاب عليها: معناه دخلت الحجاب إلى الموضع الذي فيه المرأة، وليس فيه أنه رأى بشرتها.
(٤) على نبيّ: أي على مائدة من خوص، وروى «بتي» والبتّ: كساء من وبر أو صوف، فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام. ورواه بعضهم بنيّ: وهو الصواب وهو طبق من خوص.
(٥) مسلم (٢٠٥٢) .
(٦) حلية الأولياء (٧/ ٣٧٠) .
(٧) نزهة الفضلاء ١/ ٤٩٣
(٨) المرجع السابق ١/ ٣٩
(٩) المرجع السابق، ١/ ٢١٦