للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المنبعث في المعاصي والمحارم.

وفجر فجورا أي فسق. وفجر إذا كذب.

وفجر الرّجل بالمرأة يفجر فجورا: زنى، وفجرت المرأة: زنت «١» .

وقال الخطّابيّ فيما يروى عن أبي ذرّ قال: «كنّا نتحدّث أنّ التّاجر فاجر» ... وعنه: التّاجر عندهم الخمّار، اسم يخصّونه به من بين التّجّار.

وأصل الفجور: الميل والعدول. وإنّما قيل للكذب الفجور، وللكاذب الفاجر لميله عن الصّدق وعدوله عنه. ومنه قول مطرّف: «المعاذر متاجر» يريد أنّ العذر يشوبه الكذب. ومن هذا قول الأعرابيّ في عمر ... يستحمله. فقال: إنّ أهلي بعيد وإنّي على ناقة دبراء عجفاء نقباء. وسأله أن يحمله على بعير فظنّ أنّه كذب فلم يحمله، فانطلق الأعرابيّ فحمّل بعيره، ثمّ استقبل البطحاء فجعل يقول وهو يمشي خلف بعيره:

أقسم بالله أبو حفص عمر ... ما إن بها من نقب ولا دبر

اغفر له اللهمّ إن كان فجر

وعمر مقبل من أعلى الوادي يمشي فجعل إذ قال: اغفر له اللهمّ إن كان فجر. قال: اللهمّ صدق.

حتّى التقيا. فأخذ عمر بيده فقال: ضع عن راحلتك، فوضع فإذا هي نقبة عجفاء دبرة، فانطلق فحمله على بعير وزوّده وكساه وخلّى عنه، يريد إن كان فجر أي مال عن الصّدق «٢» .

[واصطلاحا:]

قال الجرجانيّ: هو هيئة حاصلة للنّفس، بها يباشر أمورا على خلاف الشّرع والمروءة «٣» .

وقال الرّاغب: الفجور: شقّ ستر الدّيانة «٤» .

وقال الجاحظ: الفجور هو الانهماك في الشّهوات، والاستكثار منها، والتّوفّر على اللّذّات، والإدمان عليها، وارتكاب الفواحش، والمجاهرة بها، وبالجملة هو السّرف في جميع الشّهوات «٥» .

[حكم الفجور:]

الفجور بكلّ أنواعه من كفر ومعصية وكذب وزنى وعدول عن الحقّ من الكبائر، وقد نهينا ليس فقط عن الفجور، وإنّما عن معاملة الفجّار والجلوس معهم، قال الإمام العزّ: فراق الفجرة من شيم البررة؛ لأنّ جليس السّوء كنافخ الكير «٦» .

[للاستزادة: انظر صفات: الإسراف- الزنا- شرب الخمر- العصيان- الفسوق- المجاهرة بالمعصية- الكذب- اتباع الهوى.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الاستقامة- الطاعة- حفظ الفرج- الإيمان- العبادة- الحجاب البر] .


(١) لسان العرب (٥/ ٤٧٤٦) .
(٢) غريب الحديث للخطابي (٢/ ٢٧٧، ٢٧٩) ، تحقيق عبد الكريم العزباوي جامعة أمّ القرى ط سنة ١٤٠٢ هـ.
(٣) التعريفات (١٧١) .
(٤) المفردات (٢٧٣) ، وقد جمع ابن المناوي بين ما ذكره الجرجاني والراغب في تعريفه للفجور، انظر التوقيف (٢٥٧) .
(٥) تهذيب الأخلاق (٢٨) .
(٦) شجرة المعارف والأحوال (٢٨٧) .