للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (الغلول)

١-* (عن أبي حميد السّاعديّ- رضي الله عنه- أنّه أخبر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال: يا رسول الله، هذا لكم وهذا أهدي لي. فقال له: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمّك فنظرت أيهدى لك أم لا؟» ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشيّة بعد الصّلاة فتشهّد وأثنى على الله بما هو أهله ثمّ قال: «أمّا بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أهدي إليّ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمّه فنظر هل يهدى له أم لا؟ فو الّذي نفس محمّد بيده، لا يغلّ أحدكم منها شيئا إلّا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار «١» ، وإن كانت شاة جاء بها تيعر «٢» . فقد بلّغت» فقال أبو حميد: ثمّ رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده حتّى إنّا لننظر إلى عفرة إبطيه. قال أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلوه) * «٣» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم فذكر الغلول فعظّمه وعظّم أمره، قال: «لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء «٤» يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة «٥» فيقول:

يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء «٦» يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس «٧» لها صياح فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع «٨» تخفق فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت «٩» فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك» ) * «١٠» .

٣-* (عن عديّ بن عميرة الكنديّ قال:


(١) الخوار: صوت البقر.
(٢) تيعر: مضارع يعر، يقال يعرت الشّاة تيعر أي صاحت، النهاية (٥/ ٢٩٧) .
(٣) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٣٦) ، ومسلم (١٨٣٢) .
(٤) رغاء: صوت البعير.
(٥) حمحمة: صوت الفرس عند العلف دون الصهيل.
(٦) الثغاء: صوت الشاة يقال ثغت تثغو.
(٧) نفس: أراد بالنفس ما يغله من الرقيق من امرأة أو صبي.
(٨) رقاع تخفق: أي تتقعقع وتضطرب إذا حركتها الرياح، وقيل معناه تلمع والمراد بها الثياب.
(٩) الصامت: الذهب والفضة، وقيل ما لا روح فيه من أصناف المال.
(١٠) البخاري- الفتح ٦ (٣٠٧٣) ، ومسلم (١٨٣١) واللفظ له.