يقول ابن فارس: الشّين والرّاء والباء أصل واحد منقاس مطّرد، وهو الشّرب المعروف، ثمّ يحمل عليه ما يقاربه مجازا وتشبيها، تقول: شربت الماء شربا. وهو المصدر، والشّرب الاسم، والشّرب أيضا:
القوم الّذين يشربون، والشّرب الحظّ من الماء، والمشربة: الموضع الّذي يشرب منه النّاس، والشّريب:
الّذي يشاربك، وقولهم: أشربتني مالم أشرب: أي ادّعيت عليّ شربه، وهذا مثل يقال لمن ادّعي عليه ما لم يفعله، ويقال: ماء مشروب وشريب، إذا صلح أن يشرب، وأشرب فلان حبّ فلان: إذا خالط قلبه، وقال الجوهريّ: يقال: شرب الماء شربا وشربا وشربا، وقد قرىء بالثّلاثة قوله تعالى: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (الواقعة/ ٥٥) ، قال أبو عبيدة: الشّرب- بالفتح- مصدر، وبالرّفع والخفض اسمان من شرب، والتّشراب الشّرب، والشّربة: المرّة الواحدة من الشّرب، والشّرّيب: المولع بالشّراب، وتقول: شرّب مالي وأكّله أي أطعمه النّاس وسقاهم به.
وقال ابن منظور: الشّراب: ما شرب من أيّ
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
٣/ ٣٣/ ٢٨
نوع كان، وعلى أيّ حال كان، ورجل شارب، وشروب، وشرّاب، وشرّيب، أي مولع بالشّراب، وقيل: الشّرّيب المولع بالشّراب، والشّرّاب الكثير الشّرب، ورجل شروب: شديد الشّرب، وفي الحديث:
«من شرب الخمر في الدّنيا لم يشربها في الآخرة»«١» .
[الخمر لغة:]
الخمر اسم للشّراب المعروف وهو مأخوذ من مادّة (خ م ر) الّتي تدلّ على التّغطية والمخالطة في ستر، قال الخليل: واختمارها: إدراكها وغليانها، ومخمّرها: متّخذها، وخمرتها ما غشي المخمور من الخمار والسّكر في قلبه.
وقال الرّاغب: أصل الخمر ستر الشّيء، يقال لما يستتر به: خمار، وأخمرت العجين جعلت فيه الخمير، وسمّيت الخمر بذلك لكونها مخامرة للعقل أي مخالطة له.
والخمار: الدّاء العارض من الخمر، وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزّكام والسّعال، وخمرة الطّيب ريحه، وقال الجوهريّ: يقال خمرة صرف (خالصة) وجمعها خمر وخمور مثل تمرة وتمر وتمور، قيل: سمّيت
(١) مقاييس اللغة (٣/ ٢٦٧) والصحاح (١/ ١٥٤) ولسان العرب (٤/ ٢٢٢٢) ط، دار المعارف، النهاية (٢/ ٤٥٥) .