للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلسانها. قال: «هي في الجنّة» ) * «١» .

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح أيضا، ولفظه وهو لفظ بعضهم: قالوا: يا رسول الله فلانة تصوم النّهار، وتقوم اللّيل، وتؤذي جيرانها.

قال: «هي في النّار» . وقالوا: يا رسول الله فلانة تصلّي المكتوبات، وتصدّق بالأثوار من الأقط «٢» ولا تؤذي جيرانها. قال: «هي في الجنّة» .

٤٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يسّروا ولا تعسّروا، وسكّنوا ولا تنفّروا» ) * «٣» .

٤٩-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: إنّ ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ الوحي قد انقطع، وإنّما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا، أمنّاه وقرّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسب في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا، لم نأمنه، ولم نصدّقه وإن قال: إنّ سريرته حسنة» ) * «٤» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (حسن المعاملة)

٥٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتقاضاه «٥» فأغلظ، فهمّ به أصحابه «٦» ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعوه فإنّ لصاحب الحقّ مقالا» . ثمّ قال: «أعطوه سنّا مثل سنّه» . قالوا: يا رسول الله إلّا أمثل «٧» من سنّه. قال:

«أعطوه فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء» * «٨» .

٥١-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: لمّا قدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة دعا بميزان فوزن لي وزادني) * «٩» .

٥٢-* (عن أبي صفوان سويد بن قيس- رضي الله عنه- قال: جلبت أنا ومخرمة العبديّ بزّا «١٠» من هجر، فجاءنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فساومنا بسراويل وعندي وزّان يزن بالأجر، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للوزّان: «زن وأرجح» ) * «١١» .


(١) أحمد (٢/ ٤٤٠) . والبزار وابن حبان في صحيحه رقم (٥٧٦٤) ، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٦٩) وقال: رجاله ثقات.
(٢) والأقط: بفتح الهمزة وكسر القاف وبضمها أيضا وبكسر الهمزة والقاف معا وبفتحهما: هو شيء يتخذ من مخيض اللبن الغنمي.
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦١٢٥) واللفظ له. ومسلم (١٧٣٤) .
(٤) البخاري- الفتح ٥ (٢٦٤١) .
(٥) يتقاضاه: أي يطلب منه قضاء ماله عنده من حق.
(٦) فهم به أصحابه: أي أن يفعلوا به جزاء إغلاظه.
(٧) الأمثل: الأعلى والأحسن.
(٨) البخاري- الفتح ٤ (٢٣٠٦) واللفظ له. ومسلم (١٦٠١) .
(٩) النسائي (٧/ ٢٨٣) .
(١٠) البرّ: ضرب من الثّياب.
(١١) أبو داود (٣٣٣٦) . والترمذي (١٣٠٥) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي (٧/ ٣٨٤) وقال مراجع رياض الصالحين (٤٠٨) : سنده حسن.