للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ. وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ) * (الأعراف/ ١٧٥- ١٧٦) ، وقال أيضا:

وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ (الجاثية/ ٢٣) «١» .

[ضابط العلم النافع:]

والعلم النّافع هو ما كان ضبط نصوص الكتاب والسّنّة، وفهم معانيها والتّقيّد في ذلك بالمأثور عن الصّحابة والتّابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام من مسائل الحلال والحرام والزّهد والرّقائق والمعارف وغير ذلك.

والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أوّلا، ثمّ الاجتهاد على معرفة معانيه وتفهّمه ثانيا. وهذا العلم النّافع يدلّ على أمرين:

أحدهما: معرفة الله وما يستحقّه من الأسماء الحسنى والصّفات العلى والأفعال الباهرة، وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه، وخشيته ومهابته، ومحبّته ورجاءه، والتّوكّل عليه والرّضا بقضائه والصّبر على بلائه.

والأمر الثّاني: المعرفة بما يحبّه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات، والأعمال الظّاهرة والباطنة والأقوال «٢» .

[معنى اسم الله العليم العالم العلام:]

من صفات الله تعالى: العليم والعالم والعلّام، قال الله تعالى: وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (يس/ ٨١) ، وقال: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ (الرعد/ ٩) ، وقال:

عَلَّامُ الْغُيُوبِ (المائدة/ ١٠٩) . فهو الله العالم بما كان وما يكون قبل كونه، وبما يكون ولمّا يكن بعد قبل أن يكون، لم يزل عالما ولا يزال عالما بما كان وما يكون، ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السّماء، سبحانه وتعالى، أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها، دقيقها وجليلها، على أتمّ الإمكان، وعليم فعيل من أبنية المبالغة، ويجوز أن يقال للإنسان الّذي علّمه الله علما من العلوم: عليم. كما قال يوسف للملك: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف/ ٥٥) ، وقال الله عزّ وجلّ: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (فاطر/ ٢٨) . فأخبر عزّ وجلّ أنّ من عباده من يخشاه، وأنّهم هم العلماء، وكذلك صفة يوسف- عليه السّلام- وكان عليما بأمر ربّه «٣» .

[للاستزادة: انظر صفات: الحكمة- الفطنة- الفقه- علو الهمة- البصيرة- النظر والتبصر- التأمل- التفكر- التبين (التثبت) - التدبر- اليقين- قوة الإرادة- المسئولية.

وفي ضد لك: انظر صفات: الجهل- السفاهة- الضلال- الطيش- صغر الهمة- الكسل- البلادة والغباء- الحمق- التفريط والإفراط- التهاون.] .


(١) فضل علم السلف على الخلف (١٢٥- ١٢٦) بتصرف واختصار.
(٢) فضل علم السلف على الخلف لابن رجب (١٥٠، ١٥١) باختصار.
(٣) لسان العرب: (٥/ ٣٠٨٢، ٣٠٨٣) .