للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (انتهاك الحرمات)

١-* (قال أبو بكر- رضي الله عنه- لسلمان الفارسيّ- وقد طلب منه الوصيّة-: يا سلمان، اتّق الله، واعلم أنّه سيكون فتوح فلأعرفنّ ما كان حظّك منها، ما جعلته في بطنك أو القيته على ظهرك واعلم أنّه من صلّى الخمس فإنّه يصبح في ذمّة الله، ويمسي في ذمّة الله فلا تقتلنّ أحدا من أهل ذمّة الله فتخفر الله في ذمّته، فيكبّك الله في النّار على وجهك) * «١» .

٢-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه:

«يا أهل مكّة، اتّقوا الله في حرمكم هذا. أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم؟ كان فيه بنو فلان فأحلّوا حرمته فهلكوا، وبنو فلان فأحلّوا حرمته فهلكوا حتّى عدّ ما شاء الله، ثمّ قال: والله لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحبّ إليّ من أن أعمل واحدة بمكّة» ) * «٢» .

٣-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:

«أقبل تبّع يريد الكعبة حتّى إذا كان بكراع الغميم «٣» بعث الله عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم إلّا بمشقّة، وذهب القائم يقعد، ويصرع، وقامت عليهم، ولقوا منها عناء، ودعا تبّع حبريه، فسألهما: ما هذا الّذي بعث عليّ؟ قالا:

أو تؤمّننا؟ قال: أنتم آمنون. قالا: فإنّك تريد بيتا يمنعه الله من أراده. قال: فما يذهب هذا عنّي؟ قالا: تجرّد في ثوبين ثمّ تقول: لبّيك لبّيك. ثمّ تدخل فتطوف بذلك البيت، ولا تهيّج أحدا من أهله. قال: فإن أجمعت على هذا ذهبت هذه الرّيح عنّي؟ قالا: نعم. فتجرّد، ثمّ لبّى، فأدبرت الرّيح كقطع اللّيل المظلم» ) * «٤» .

٤-* (قال ابن مسعود- رضي الله عنه- في تفسير قوله تعالى وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ... : لو أنّ رجلا أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بعدن أبين، لأذاقه الله من العذاب الأليم) * «٥» .

٥-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- قال: «ما من عبد ترك شيئا لله إلّا أبدله الله به ما هو خير منه، من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلّا أتاه الله بما هو أشدّ عليه» ) * «٦» .

٦-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كان منّا رجل من بني النّجّار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فانطلق هاربا حتّى لحق بأهل الكتاب. قال: فرفعوه. قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمّد، فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه. فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها. ثمّ عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثمّ عادوا فحفروا له


(١) تاريخ الخلفاء الراشدين، للسيوطي (٩٦٩٥) .
(٢) شعب الإيمان للبيهقي (٧/ ٥٦٧) .
(٣) كراع الغميم: مكان على بعد ٧٠ كيلومترا من مكة شمالا.
(٤) شعب الإيمان للبيهقي (٧/ ٥٦٤، ٥٦٥) .
(٥) أضواء البيان (٥/ ٩٥) .
(٦) الزهد، للإمام وكيع بن الجراح (٢/ ٦٣٥) .