للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (النجاسة)

١-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّه قال: لمّا كان يوم خيبر جاء جاء. فقال: يا رسول الله أكلت الحمر. ثمّ جاء آخر. فقال: يا رسول الله أفنيت الحمر. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبا طلحة فنادى: «إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر.

فإنّها رجس أو نجس. قال: فأكفئت القدور بما فيها» ) * «١» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (النجاسة) معنى

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ ثلاثة في بني إسرائيل:

أبرص «٢» وأقرع وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم «٣» .

فبعث إليهم ملكا. فأتى الأبرص فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عنّي الّذي قد قذرني النّاس. قال: فمسحه فذهب عنه قذره. وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا.

قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل (أو قال البقر. شكّ إسحاق) إلّا أنّ الأبرص أو الأقرع قال أحدهما: الإبل. وقال الآخر: البقر، قال فأعطي ناقة عشراء «٤» . قال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأقرع فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عنّي هذا الّذي قذرني النّاس. قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملا. فقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأعمى فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: أن يردّ الله إليّ بصري فأبصر به النّاس.

قال: فمسحه فردّ الله إليه بصره. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والدا «٥» . فأنتج هذان وولّد هذا «٦» . قال: فكان لهذا واد من الإبل. ولهذا واد من البقر. ولهذا واد من الغنم. قال ثمّ إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته. فقال: رجل مسكين. قد


(١) البخاري- الفتح ٩ (٥٥٢٨) . ومسلم (١٩٤٠) واللفظ له.
(٢) أبرص: قال في القاموس: البرص بياض يظهر في ظاهر البدن، لفساد مزاج. برص، كفرح، فهو أبرص. وأبرصه الله.
(٣) يبتليهم: أي يختبرهم.
(٤) ناقة عشراء: هي الحامل القريبة الولادة.
(٥) شاة والدا: أي وضعت ولدها، وهو معها.
(٦) فأنتج هذان وولد هذا: هكذا الرواية: فأنتج، ورباعي وهي لغة قليلة الاستعمال. والمشهور نتج، ثلاثي. وممن حكى اللغتين الأخفش. ومعناه تولى الولادة، وهي النتج والإنتاج. ومعنى ولد هذا، بتشديد اللام، معنى أنتج. والنتاج للإبل، والمولد للغنم وغيرها، هو كالقابلة للنساء.