للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه» ) * «١» .

٢٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي» . فلقطت له حصيات هي حصى الخذف فلمّا وضعتهنّ في يده، قال: «بأمثال هؤلاء، وإيّاكم والغلوّ في الدّين فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين» ) * «٢» .

٢٥-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هلك المتنطّعون «٣» (قالها ثلاثا) » ) * «٤» .

٢٦-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا عبد الله ألم أخبر أنّك تصوم النهار وتقوم اللّيل؟» فقلت:

بلى، يا رسول الله. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإنّ لعينك عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّ لزورك عليك حقّا، وإنّ بحسبك أن تصوم كلّ شهر ثلاثة أيّام، فإنّ لك بكلّ حسنة عشر أمثالها، فإذن ذلك صيام الدّهر كلّه» ، فشدّدت فشدّد عليّ. قلت: يا رسول الله إنّي أجد قوّة. قال: «فصم صيام نبيّ الله داود عليه السّلام، ولا تزد عليه» . قلت: وما كان صيام نبيّ الله داود عليه السّلام؟ قال: «نصف الدّهر» ) * «٥» .

فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «٦» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (التوسط)

٢٧-* (عن سعد بن هشام بن عامر؛ أنّه أراد أن يغزو في سبيل الله. فقدم المدينة. فأراد أن يبيع عقارا له بها. فيجعله في السّلاح والكراع «٧» . ويجاهد الرّوم حتّى يموت. فلمّا قدم المدينة، لقي أناسا من أهل المدينة. فنهوه عن ذلك. وأخبروه؛ أنّ رهطا ستّة أرادوا ذلك في حياة نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم. فنهاهم نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم.

وقال: «أليس لكم فيّ أسوة؟» فلمّا حدّثوه بذلك راجع امرأته. وقد كان طلّقها. وأشهد على رجعتها. فأتى


(١) الترمذي (٢٣٨٠) وقال: حسن صحيح. وابن ماجة (٣٣٤٩) . والحاكم (٤/ ١٢١) وصححه ووافقه الذهبي. وعزاه كذلك مخرج جامع الأصول لابن حبان (٧/ ٤١٠) وحسّنه.
(٢) النسائي (٥/ ٢٦٨) وقال الألباني: صحيح (٢/ ٦٤٠) رقم (٢٨٦٣) . وابن ماجة (٣٠٢٩) . وأحمد (١/ ٢١٥) رقم (١٨٥١) . وقال فيه الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٣/ ٢٥٧) . وذكره الألباني في الصحيحة (٣/ ٢٧٨) برقم (١٢٨٣) وعزاه كذلك لابن خزيمة وابن حبان والمقدسي في المختارة.
(٣) المتنطعون: المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
(٤) مسلم (٢٦٧٠) .
(٥) البخاري- الفتح ٤ (١٩٧٥) واللفظ له. ومسلم (١١٥٩) .
(٦) البخاري- الفتح ٤ (١٩٧٥) واللفظ له. ومسلم (١١٥٩) .
(٧) الكراع: نوع من أنواع الخيل. أو اسم لجميع الخيل (النهاية: ٤/ ١٦٥) .