للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الفساد]

[الفساد لغة:]

الفساد: مصدر فسد يفسد فسادا وهو ضدّ الصّلاح، يقول ابن فارس: «الفاء والسّين والدّال كلمة واحدة، فسد الشّيء يفسد فسادا، وهو فاسد وفسيد «١» ، قال اللّيث: الفساد: نقيض الصّلاح، والفعل فسد يفسد فسادا، قلت ولغة أخرى: فسد فسودا، واستفسد السّلطان قائده إذا أساء إليه حتّى استعصى عليه «٢» » ، وقيل الفساد (في الأرض) مأخوذ من فسد اللّحم. يقول ابن جرير الطّبريّ في معنى قوله تعالى: وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (البقرة/ ٢٠٥) اختلف أهل التّأويل في معنى الإفساد الّذي أضافه الله- عزّ وجلّ- إلي هذا المنافق: فقال: تأويله ما قلنا فيه من قطعه الطّريق، وإخافته السّبيل كما حدث من الأخنس بن شريق. وقال بعضهم: بل معنى ذلك قطع الرّحم وسفك دماء المسلمين ... وقد يدخل في الإفساد جميع المعاصي، وذلك أنّ العمل بالمعاصي إفساد في الأرض، فلم يخصّص الله وصفه ببعض معاني الإفساد دون بعض «٣» .

وقال القرطبيّ في قوله تعالى: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ قال العبّاس بن الفضيل: الفساد هو الخراب. وقال سعيد بن المسيّب: قطع الدّراهم من الفساد في الأرض. قلت: والآية بعمومها تضمّ كلّ فساد في أرض أو مال أو دين، وهو الصّحيح إن شاء الله تعالى. قيل: معنى لا يحبّ الفساد: أي لا يحبّه من أهل الصّلاح، أو لا يحبّه دينا، ويحتمل أن يكون المعنى لا يأمر به، والله أعلم «٤» ، والفساد في قوله تعالى:

لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً (القصص/ ٨٣) فمعناه أخذ المال ظلما بغير حقّ. أمّا قوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (الروم/ ٤١) الفساد هنا الجدب في البرّ، والقحط في البحر «٥» .

قال ابن منظور: وفسد يفسد ويفسد وفسد فسادا وفسودا فهو فاسد وفسيد فيهما. ولا يقال انفسد. وأفسدته أنا. وقوله تعالى: وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً (المائدة/ ٣٣) نصب فسادا لأنّه مفعول له، أراد يسعون في الأرض للفساد.

وتفاسد القوم: تدابروا وقطعوا الأرحام.


(١) المقاييس (٤/ ٥٠٣) .
(٢) تهذيب اللغة للأزهري (١٢/ ٣٦٩- ٣٧٠) . ولسان العرب «فسد» .
(٣) جامع البيان للطبري (٢/ ٣٣٠- ٣٣١) .
(٤) القرطبي (٢/ ١٤) .
(٥) تاج العروس (٥/ ١٦٤- ١٦٥) .