للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (محمد/ ٣٨) . ثمّ قال رحمه الله:

وبالشّجاعة والكرم في سبيل الله فضّل الله السّابقين، فقال: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى (الحديد/ ١٠) . وقد ذكر الجهاد بالنّفس والمال في سبيله ومدحه في غير آية من كتابه، وذلك هو الشّجاعة والسّماحة في طاعته- سبحانه- وطاعة رسوله» ) * «١» .

١٩-* (قال ابن حجر- رحمه الله تعالى-: «لا يقال للرّجل كريم حتّى يظهر ذلك منه، ولمّا كان أكرم الأفعال ما يقصد به أشرف الوجوه، وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، وإنّما يحصل ذلك من المتّقي. قال الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ وكلّ فائق في بابه يقال له كريم» ) * «٢» .

٢٠-* (قال الشّيخ محمّد بن محمّد الغزّيّ رحمه الله تعالى-: «من آداب العشرة إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه. ثمّ قال: قال أبو عثمان: من عاشر النّاس ولم يكرمهم، وتكبّر عليهم فذلك لقلّة رأيه وعقله، فإنّه يعادي صديقه ويكرّم عدوّه، فإنّ إخوانه في الله أصدقاؤه، ونفسه عدوّه» ) * «٣» .

٢١-* (قال بعض الشّعراء:

ليس الكريم الّذي إن زلّ صاحبه ... بثّ الّذي كان من أسراره علما

إنّ الكريم الّذي تبقى مودّته ... ويحفظ السّرّ إن صافى وإن صرما) * «٤»

[من فوائد (الكرم)]

(١) من كمال الإيمان وحسن الإسلام.

(٢) دليل حسن الظّنّ بالله تعالى

(٣) الكرامة في الدّنيا ورفع الذّكر في الآخرة.

(٤) الكريم محبوب من الخالق الكريم وقريب من الخلق أجمعين.

(٥) الكريم قليل الأعداء والخصوم لأنّ خيره منشور على العموم.

(٦) الكريم نفعه متعدّ غير مقصور.

(٧) حسن ثناء النّاس عليه.

(٨) دليل عراقة الأصل.

(٩) يبعث على التّكافل الاجتماعيّ والتّوادّ بين النّاس.

(١٠) هو صفة كمال في الإنسان.

(١١) دليل زهد الإنسان في الدّنيا.

(١٢) هو موافق للفطرة الصّحيحة لذلك كان العرب يتمادحون به.

(١٣) الكرم يزيد البركة فى الرّزق والعمر.


(١) انتهى باختصار من الاستقامة (٢/ ٢٦٣- ٢٧٠) .
(٢) الفتح (١٠/ ٤٥٧) .
(٣) آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة لأبي البركات محمد الغزي (٢١) .
(٤) آداب العشرة، للغزي (٢٣) .