للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّاس وأخذها ظلما، وظلم النّاس بالضّرب والشّتم والتعدّي والاستطالة على الضّعفاء، وقد عدّه الكبيرة السّادسة والعشرين. وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث الّتي تتوعّد الظّالمين، نقل عن بعض السّلف قوله: لا تظلم الضّعفاء فتكون من شرار الأقوياء ثمّ عدّد صورا من الظلم منها:

أخذ مال اليتيم.

المماطلة بحقّ على الإنسان مع القدرة على الوفاء.

ظلم المرأة حقّها من صداق ونفقة وكسوة.

ظلم الأجير بعدم إعطاء الأجرة «١» .

[الجور في القسمة أو تقويم الأشياء:]

ومن الظّلم البيّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء، وقد عدّها ابن حجر ضمن الكبائر، فقال:

الكبيرة الخامسة والسّادسة والثّلاثون بعد الأربعمائة، جور القاسم في قسمته والمقوّم (المثمّن للأشياء) في تقويمه. بدليل ما أخرجه الطّبرانيّ بسند صحيح عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على بيت فيه نفر من قريش ... وفيه: «إنّ هذا الأمر في قريش، إذا ما استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا «٢» ، ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين» . ثمّ قال عقب ذلك: عدّ هذين من الكبائر لم أره، لكنّه صريح الحديث في الأولى (أي جور القاسم في قسمته) وقياسها في الثّاني (أي جور المقوّم في تقويمه) «٣» . بل هي ممّا يصدق عليه الحديث، لا أنّ الجور في القسمة المتوعّد عليه بتلك اللّعنة العامّة يشمل الجور في الأنصباء وفي القيمة أيضا «٤» .

[للاستزادة: انظر صفات: البغي- الشرك- العدوان- الحرب والمحاربة- الطمع- اتباع الهوى- الكبر والعجب- التطفيف- السرقة- التناجش- الغش- أكل الحرام.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: العدل والمساواة الإنصاف- القسط- تكريم الإنسان- أكل الطيبات- القناعة- المراقبة] .


(١) الكبائر (١٠٤- ١١٠) باختصار وتصرف.
(٢) انظر صفة «القسط» (ج ٨ ص ٣١٥٣) من هذه الموسوعة.
(٣) مثال جور المقوّم أن تكون قيمة السّلعة ١٠٠٠ ريال مثلا فيقومها لصالح البائع ب ١٢٠٠ أو لصالح المشتري ب ٨٠٠ فقط.
(٤) الزواجر من اقتراف الكبائر (٢/ ١٩٢- ١٩٣) .