للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (التفريط والإفراط)

١-* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه- قال:

خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّكم تسيرون عشيّتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غدا» ، فانطلق النّاس لا يلوي «١» أحد على أحد، قال أبو قتادة: فبينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسير حتّى ابهارّ «٢» اللّيل وأنا إلى جنبه، قال:

فنعس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمال عن راحلته فأتيته فدعمته «٣» من غير أن أوقظه ... - إلى أن قال: فمال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الطّريق، فوضع رأسه، ثمّ قال: «احفظوا علينا صلاتنا، فكان أوّل من استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والشّمس في ظهره، قال: فقمنا فزعين، ثمّ قال: «اركبوا» فركبنا، فسرنا حتّى إذا ارتفعت الشّمس نزل، ثمّ دعا بميضأة «٤» كانت معي فيها شيء من ماء قال: فتوضّأ منها وضوءا دون وضوء، قال: وبقي فيها شيء من ماء، ثمّ قال لأبي قتادة: «احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ» ، ثمّ أذّن بلال بالصّلاة، فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركعتين ثمّ صلّى الغداة، فصنع كما كان يصنع كلّ يوم، قال: وركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وركبنا معه، قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفّارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثمّ قال: «أما لكم فيّ أسوة؟» ثمّ قال: «أما إنّه ليس في النّوم تفريط، إنّما التّفريط على من لم يصلّ الصّلاة حتّى يجيء وقت الصّلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلّها حين ينتبه لها ... الحديث) * «٥» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (التفريط والإفراط) معنى

٢-* (عن المخدجيّ: أنّه سمع رجلا بالشّام يكنى أبا محمّد يقول: الوتر واجب، قال المخدجيّ:

فرحت إلى عبادة بن الصّامت، فاعترضت له وهو رائح إلى المسجد، فأخبرته بالّذي قال أبو محمّد، فقال عبادة:

كذب أبو محمّد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد، من جاء بهنّ لم يضيّع منهنّ شيئا استخفافا بحقّهنّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنّة، ومن لم يأت بهنّ فليس له عند الله عهد، إن شاء عذّبه وإن شاء أدخله الجنّة» ) * «٦» .

٣-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي


(١) لا يلوي أحد على أحد: لا يعطف.
(٢) ابهارّ الليل: انتصف.
(٣) فدعمته: أقمت ميله من النوم وصرت تحته كالدعامة.
(٤) ميضأة: هي الإناء الذي يتوضأ به.
(٥) البخاري- الفتح (٢/ ٥٩٥) ، مسلم (٦٨١) واللفظ له، وخرجاه من حديث جماعة من الصحابة.
(٦) النسائي (١/ ٢٣٠) واللفظ له، وقال الألباني (١/ ٤٤٧) ص (١٠٠٠) : صحيح، أبو داود (٤٢٥) ، ابن ماجه (١٤٠١) ، أحمد (٥/ ٣١٥- ٣١٦) . ومالك في «الموطأ» (١/ ١٢٣) وقال محقق «جامع الأصول» (٦/ ٤٥) : وهو حديث صحيح لطرقه.