للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اختلافا كثيرا، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنّواجذ» ) * «١» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الخشية)

٢٥-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: انكسفت الشّمس على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّلاة وقام الّذين معه، فقام قياما فأطال القيام، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، ثمّ رفع رأسه وسجد فأطال السّجود، ثمّ رفع رأسه وجلس فأطال الجلوس، ثمّ سجد فأطال السّجود، ثمّ رفع رأسه وقام فصنع في الرّكعة الثّانية مثل ما صنع في الرّكعة الأولى من القيام والرّكوع والسّجود والجلوس، فجعل ينفخ في آخر سجوده من الرّكعة الثّانية ويبكي، ويقول: «لم تعدني هذا وأنا فيهم، لم تعدني هذا ونحن نستغفرك» . ثمّ رفع رأسه وانجلت الشّمس، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخطب النّاس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله- عزّ وجلّ- فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله- عزّ وجلّ- والّذي نفس محمّد بيده لقد أدنيت الجنّة منّي حتّى لو بسطت يدي لتعاطيت من قطوفها، ولقد أدنيت النّار منّي حتّى لقد جعلت أتّقيها خشية أن تغشاكم، حتّى رأيت فيها امرأة من حمير تعذّب في هرّة ربطتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض فلا هي أطعمتها ولا هي سقتها حتّى ماتت، فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت وإذا ولّت تنهش أليتها، وحتّى رأيت فيها صاحب السّبتيّتين «٢» أخا بني الدّعداع يدفع بعصا ذات شعبتين في النّار، وحتّى رأيت فيها صاحب المحجن «٣» الّذي كان يسرق الحاجّ بمحجنه متّكئا على محجنه في النّار يقول أنا سارق المحجن» ) * «٤» .

٢٦-* (عن عمرو بن عوف- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو صالح أهل البحرين وأمّر عليهم العلاء بن الحضرميّ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصّبح مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلمّا انصرف


(١) الترمذي (٢٦٧٦) ، وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود (٤٦٠٧) ، وابن ماجة (١/ (٤٢) .
(٢) السّبتيّتين مفردها سبتيّة وهي جلود البقر المدبوغة، وقيل: المدبوغة وغير المدبوغة تحذى منها النّعال وسمّيت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق وأزيل وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت ودفعه في النار لاختياله في مشيه بها.
(٣) المحجن: عصا معقّفة الرّأس كالصّولجان.
(٤) رواه مسلم مختصرا (٩١٠) وهو في الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس وجابر- رضي الله عنهم-، وأبو داود (١١٩٤) ، والنسائي (٣/ ١٣٧- ١٣٩) واللفظ له، وصححه الألباني، صحيح سنن النسائي (١/ ٣٢٠) حديث رقم (١٤٠١) .