للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[البذاءة]

[البذاءة لغة:]

البذاءة مثل البذاء، كلاهما مصدر لقولهم بذأ يبذأ، وهو مأخوذ من مادّة (ب ذ أ) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على «خروج الشّيء عن طريقة الإحماد» يقال: بذأت المكان أبذؤه، إذا أتيته فلم تحمده، وبذأه كمنعه: رأى منه حالا يكرهها، وبذأه: احتقره وذمّه، وبذأ الأرض ذمّ مرعاها، وقد بذؤ الرّجل وبذيء وبذأ بمعنى، وبذؤ المكان: أصبح لا مرعى فيه، وقد بذأت على فلان أبذأ بذاء وبذاءة، وقد بذيء به: إذا عيب وازدري، ورجل بذيء من قوم أبذياء، وباذأت الرّجل: إذا خاصمته، وباذأه فبذأه (أي غلبه في البذاء) وأبذأت: جئت بالبذاء. والبذاء: المباذأة وهي المفاحشة والقبح في المنطق وإن كان الكلام صدقا. والبذيء:

الفاحش وتقول بذأ الرّجل بذءا إذا رأيت منه حالا كرهتها، كما تقول: بذأته أبذؤه بذءا: إذا ذممته، أمّا قولهم: بذأته عيني تبذؤه بذاء وبذاءة: يعني ازدرته واحتقرته ولم تقبله، ولم تعجبك مرآته وذلك إذا أطرى الشّيء لك وعندك ثمّ لم تره كذلك وأمّا إذا رأيته كما

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٤/ ٢٩/ ١٠

وصف لك فإنّك تقول: ما تبذؤه العين. وبذأ الشّيء:

ذمّه، وأرض بذيئة: لا مرعى بها. وبذىء الرّجل: إذا ازدري «١» .

[البذاءة اصطلاحا:]

قال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: هي التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة.

وقال المناويّ: البذاء هو الفحش والقبح في المنطق، وإن كان الكلام صدقا.

وقال الكفويّ: البذاء (والبذاءة) ، هو التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة، ويجري أكثر ذلك في الواقع (أي في الكلام المطابق للواقع وهو الصّدق) «٢» .

[الوقاحة والبذاءة أصل الشر والمعاصي:]

قال أبو حاتم بن حبّان- رحمه الله تعالى-:

القحّة (ترك الحياء) أصل الجهل وبذر الشّرّ، ومن لم ينصف النّاس منه حياؤه، لم ينصفه منهم قحته، وإذا لزم الوقح البذاء كان وجود الخير منه معدوما، وتواتر الشّرّ منه موجودا، لأنّ الحياء هو الحائل بين المرء وبين


(١) لسان العرب (١/ ٢٣٦) . والصحاح (١/ ٣٥- ٣٦) . ومقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٢١٦) ، والقاموس المحيط (٤٢) .
(٢) الإحياء (٣/ ١٢٢) ، والتوقيف على مهمات التعاريف (٧٣) ، والكليات للكفوي (٢٤٣) .