للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة)]

١-* (عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر- رضي الله عنه- فمرّت جنازة فأثني خيرا، فقال عمر: وجبت. ثمّ مرّ بأخرى فأثني خيرا، فقال عمر وجبت. ثمّ مرّ بالثّالثة فأثني شرّا، فقال: وجبت. فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنّة» . قلنا:

وثلاثة قال: «وثلاثة» . قلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» .

ثمّ لم نسأله عن الواحد» ) * «١» .

٢-* (عن ربعيّ بن حراش، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: اختلف النّاس في آخر يوم من رمضان، فقدم أعرابيّان فشهدا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالله لأهلّ الهلال أمس عشيّة. فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّاس أن يفطروا» - زاد خلف في حديثه-: «وأن يغدوا إلى مصلّاهم» ) * «٢» .

٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ أعمى كانت له أمّ ولد تشتم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلمّا كانت ذات ليلة جعلت تقع في النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتشتمه فأخذ المغول «٣» فوضعه في بطنها، واتّكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطّخت ما هناك بالدّم. فلمّا أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجمع النّاس فقال:

«أنشد الله رجلا فعل ما فعل، لي عليه حقّ، إلّا قام» فقام الأعمى يتخطّى النّاس، وهو يتزلزل حتّى قعد بين يدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها كانت تشتمك، وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرهم فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللّؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلمّا كانت البارحة، جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتّكأت عليها حتّى قتلتها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ألا اشهدوا أنّ دمها هدر» ) * «٤» .

٤-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- أنّ أمّه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة «٥» من ماله لابنها، فالتوى بها سنة «٦» ، ثمّ بدا له «٧» فقالت: لا أرضى حتّى تشهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي. وأنا يومئذ غلام. فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله! إنّ أمّ هذا، بنت رواحة أعجبها


(١) البخاري- الفتح ٥ (٢٦٤٣) .
(٢) رواه أبو داود (٢٣٣٩) وقال الألباني (٢/ ٤٤٥) : صحيح.
(٣) المغول: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه.
(٤) رواه أبو داود (٤٣٦١) وقال الألباني (٣/ ٨٢٤) : صحيح.
(٥) الموهوبة: هكذا هو في معظم النسخ. وفي بعضها: بعض المواهبة. وكلاهما صحيح، وتقدير الأول بعض الأشياء الموهبة.
(٦) فالتوى بها سنة: أي مطلها.
(٧) ثم بدا له: أي ظهر له في أمرها ما لم يظهر أولا. والبداء وزان سلام، اسم منه.