للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- عن أبي موسى- رضي الله عنه-؛ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «مثل المسلمين واليهود والنّصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى اللّيل على أجر معلوم، فعملوا له نصف النّهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الّذي شرطت لنا وما عملنا باطل. فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقيّة عملكم وخذوا أجركم كاملا، فأبوا وتركوا، واستأجر آخرين بعدهم فقال: أكملوا بقيّة يومكم هذا ولكم الّذي شرطت لهم من الأجر. فعملوا حتّى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك الأجر الّذي جعلت لنا فيه. فقال لهم: أكملوا بقيّة عملكم فإنّ ما بقي من النّهار شيء يسير، فأبوا، فاستأجر قوما أن يعملوا له بقيّة يومهم، فعملوا بقيّة يومهم حتّى غابت الشّمس، واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم «١» ومثل ما قبلوا من هذا النّور» «٢» .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ضمن شرحه لهذا الحديث « ... وفي هذا الحديث تفضيل هذه الأمّة وتوفير أجرها مع قلّة عملها» «٣» .

أكثر أهل الجنّة:

وممّا اختصّت به هذه الأمّة من الفضائل: أنّها أكثر أهل الجنّة. وهذا تكريم عظيم للأمّة المحمّديّة ونبيّها صلّى الله عليه وسلّم.

وقد صحّ عن نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم ما يؤيّد هذا المعنى:

- فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟» قال: فكبّرنا. ثمّ قال: «أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟» قال: فكبّرنا. ثمّ قال: «إنّي لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنّة. وسأخبركم عن ذلك. ما المسلمون في الكفّار إلّا كشعرة بيضاء في ثور أسود. أو كشعرة سوداء في ثور أبيض» «٤» .

- وعن بريدة- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أهل الجنّة عشرون ومائة صفّ ثمانون منها من هذه الأمّة وأربعون من سائر الأمم» «٥» .


(١) ورد في رواية الإسماعيلي: «فذلك مثل المسلمين الذين قبلوا هدى الله وما جاء به رسوله ومثل اليهود والنصارى تركوا ما أمرهم الله» . أوردها الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٤/ ٥٢٥) .
(٢) رواه البخاري. انظر الفتح ٤ (٢٢٧١) .
(٣) انظر فتح الباري (٤/ ٥٢٥) .
(٤) رواه البخاري. انظر الفتح ١١ (٦٥٢٨) . ورواه مسلم، واللفظ له، برقم (٢٢١) .
(٥) رواه الترمذي برقم (٢٥٤٦) وقال: حديث حسن. ونقل عنه الحافظ في الفتح (١١/ ٣٩٥) تصحيح الحديث، فلعل ذلك من اختلاف النسخ. ورواه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٤٧، ٣٥٥، ٣٦١) . ورواه ابن ماجه برقم (٤٢٨٩) . ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٨٢) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وصحح الحديث كذلك الألباني. انظر صحيح الجامع الصغير برقم (٢٥٢٣) .