للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال لي: «يا أبيّ! أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف.

فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي. فردّ إليّ الثّانية: اقرأه على حرفين. فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي. فردّ إليّ الثّالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكلّ ردّة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت: اللهمّ اغفر لأمّتي. اللهمّ اغفر لأمّتي. وأخّرت الثّالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلّهم حتّى إبراهيم عليه السّلام» ) * «١» .

٣٣-* (عن النّوّاس بن سمعان- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الّذين كانوا يعملون به. تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثة أمثال، ما نسيتهنّ بعد، قال: كأنّهما غمامتان أو ظلّتان سوداوان بينهما شرق «٢» أو كأنّهما حزقان «٣» من طير صوافّ تحاجّان عن صاحبهما» ) * «٤» .

٣٤-* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يبعث النّاس يوم القيامة، فأكون أنا وأمّتي على تلّ ويكسوني ربّي تبارك وتعالى- حلّة خضراء. ثمّ يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول، فذاك المقام المحمود» ) * «٥» .

٣٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربّ حلّه، فيلبس تاج الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ زده فيلبس حلّة الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكلّ آية حسنة» ) * «٦» .

() المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الشفاعة)

٣٦-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: إنّ أباه توفّي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبى أن ينظره، فكلّم جابر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليشفع له إليه، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكلّم اليهوديّ، ليأخذ تمر نخله بالّتي له فأبى، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّخل فمشى فيها، ثمّ قال لجابر: «جدّ له فأوف له الّذي له» ، فجدّه بعد ما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليخبره بالّذي كان فوجده يصلّي العصر، فلمّا انصرف أخبره بالفضل، فقال: «أخبر ذلك ابن الخطّاب» ، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليباركنّ فيها) * «٧» .

٣٧-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: «إنّ زوج بريرة كان عبدا يقال له: مغيث، كأنّي أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته،


(١) مسلم (٨٢٠) .
(٢) الشرق: الضياء والنور.
(٣) حزقاق: الحزق والحزيقة: الجماعة من كل شيء.
(٤) مسلم (٨٠٥) .
(٥) أحمد (٣/ ٤٥٦) واللفظ له، وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح. والحاكم (٢/ ٢٦٣) وقال: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
(٦) الترمذي (٢٩١٥) واللفظ له. والدارمي (٢/ ٥٢٢) رقم (٣٣١١) .
(٧) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٩٦) .