للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (السفاهة)

١-* (عن رفاعة بن عرابة الجهنيّ- رضي الله عنه- أنّه قال: أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى إذا كنّا بالكديد- أو قال بقديد- فجعل رجال منّا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «ما بال رجال يكون شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبغض إليهم من الشّقّ الآخر!» فلم نر عند ذلك من القوم إلّا باكيا، فقال رجل: إنّ الّذي يستأذنك بعد هذا لسفيه. فحمد الله، وقال حينئذ: «أشهد عند الله، لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسول الله، صدقا من قلبه، ثمّ يسدّد إلّا سلك في الجنّة» . قال: «وقد وعدني ربّي- عزّ وجلّ- أن يدخل من أمّتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإنّي لأرجو أن لا يدخلوها حتّى تبوّءوا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرّيّاتكم مساكن في الجنّة» وقال: «إذا مضى نصف اللّيل- أو قال ثلثا اللّيل- ينزل الله- عزّ وجلّ- إلى السّماء الدّنيا فيقول لا أسأل عن عبادي أحدا غيري. من ذا يستغفرني فأغفر له؟ من الّذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الّذي يسألني أعطيه؟ حتّى ينفجر الصّبح» ) * «١» .

٢-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لكعب بن عجرة: « «أعاذك الله من إمارة السّفهاء» . قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال:

«أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي، ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منّي، ولست منهم ولا يردون عليّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منّي، وأنا منهم، وسيردون عليّ حوضي، يا كعب بن عجرة، الصّوم جنّة «٢» ، والصّدقة تطفىء الخطيئة، والصّلاة قربان- أو قال برهان- يا كعب بن عجرة: النّاس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها «٣» » ) * «٤» .

٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: حدّثني حبّي أبو القاسم الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّ هلاك أمّتي على يدي غلمة سفهاء من قريش» ) * «٥» .


(١) أحمد (٤/ ١٦) واللفظ له، الطبراني في الكبير (٥/ ٥٠٤٩، وهو في مجمع الزوائد (١٠/ ٤٠٨) وقال: رواه الطبراني والبزار ورجال بعضهما عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.
(٢) جنة: أي وقاية.
(٣) موبقها: أي مهلكها.
(٤) النسائي (٧/ ١٦٠) ، والترمذي (٦١٤) وقال: حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول: أقل أحواله أنه حسن (٤/ ٧٦) ، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٩٤، ١٩٥) وقال: رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح. ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه. ورواه الترمذي والنسائي من حديث كعب بن عجرة وقال الترمذي في أحد أسانيده: حديث غريب صحيح، وهو في أحمد (٣/ ٣٢١) .
(٥) أحمد (٢/ ٢٨٨) برقم (٧٨٥٨) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (١٤/ ٢٥٥- ٢٥٦) ، الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٧٠) واللفظ متفق عليه عندهما وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.