للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأعباء الحياة ويعيشونها على نحو فاضل كريم، وكان هذا من باب تزكية الفرد والجماعة لتكون القيم الخلقية معايير ضابطة، ولتكون موصولة بالله تعالى. ومن خلال ذلك يتضح أن الإسلام أعطى للإنسان قيما حقيقية لضبط الحياة وتنظيمها فيتمكن الإنسان من أداء دوره ورسالته المكلف بها.

[ثانيا] أركان الفعل الخلقى في الإسلام:

على أساس مما سبق وعلى ضوئه يمكننا التعرض لبعض الجوانب المتصلة بالأخلاق في الإسلام، حيث إن الأخلاق الإسلامية تعنى إرساء القيم العالية الرفيعة المتصلة بكل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والسلمية والحربية، والدينية.

[أولا: الإلزام الخلقى ومصدره:]

أي عمل يوجه إليه الإسلام لا بد أن يكون موصوفا بالصفة الخلقية، فالواجب، والخير وغيرهما يقومان على فكرة القيمة، التي تستمد من مثل أعلى، وفي الأخلاق الإسلامية فإن الوحى والعقل يعتبران المصدر الأساسي للإلزام الخلقي، جنبا إلى جنب، باعتبارهما مستويين للمصدر الخلقي، وعلى هذا فيمكن التعبير عن ذلك بالمصدر الفطري، والمصدر الموصى به.

وعلى هذا تكون مصادر الإلزام الخلقى كما يلى:

[(أ) المصدر الأول: القرآن الكريم]

وهو كتاب الله الذي نزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم بألفاظه ومعانيه ليكون «حجة للرسول على أنه رسول الله، ودستورا للناس يهتدون بهداه، وقربة يتعبدون بتلاوته، وهو المدون بين دفتي المصحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس، المنقول إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلا عن جيل محفوظا من أي تغيير أو تبديل «١» .

وتشير المؤلفات في أصول الفقه وفي تفسير القرآن إلى احتواء القرآن على آيات تتصل بأحكام العقيدة، والأخلاق، والأعمال الصادرة عن المكلف، وهذه تسمى بالأحكام العملية، وتنتظم على فرعين: العبادات والمعاملات، ويمكن القول بأن القرآن باعتباره معبرا عن الإرادة الإلهية هو المصدر الأساسي للإلزام الخلقي، إذ أن آياته تنتظم على النحو التالى:

- آيات الاعتقاد وهى تتعلق بما يجب على المكلف أن يعتقده في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره.

- آيات تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل ويتخلى عنه من الرذائل.


(١) عبد الوهاب خلاف: أصول الفقه، مرجع سابق، ص ٢٣.