للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التبرج]

[التبرج لغة:]

مصدر قولهم: تبرّجت المرأة تتبرّج، وهو مأخوذ من مادّة (ب ر ج) الّتي تدلّ على معنيين:

الأوّل: البروز والظّهور، والثّاني: الوزر والملجأ فمن الأوّل: البرج وهو سعة العين في شدّة سواد وشدّة بياض بياضها، ومن ذلك أخذ التّبرّج، وهو إظهار محاسنها، ومن الأصل الثّاني: البرج وهو واحد بروج السّماء، وأصل البروج: الحصون والقصور، وذكر الرّاغب: أنّ التّبرّج مأخوذ من الثّوب المبرّج أي الّذي صوّر عليه البروج، يقال: ثوب مبرّج: صوّرت عليه بروج فاعتبر حسنه، فقيل تبرّجت المرأة أي تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: اشتقاق ذلك من البرج وهو القصر، ومن ثمّ يكون معنى تبرّجت ظهرت من برجها أي قصرها، وقال المبرّد: إنّ التّبرّج مأخوذ من السّعة، يقال في أسنانه برج إذا كانت متفرّقة.

وقال ابن منظور:

يقال تبرّجت المرأة: يعني أظهرت وجهها.

وكذلك إذا أبدت محاسن جيدها ووجهها.

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢/ ١٣/ ١٥

والتّبرّج إظهار الزّينة للنّاس الأجانب وهو المذموم، فأمّا للزّوج فلا، وقيل: هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرّجال.

وفي الحديث: كان يكره عشر خلال، منها التّبرّج بالزّينة لغير محلّها.

وقد مدح الله قوما من النّساء فقال سبحانه:

غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ (النور/ ٦٠) : يعني لا يتكسّرن في مشيهنّ ولا يتبخترن. وأمّا ما نهى الله عنه المؤمنات من التّشبّه بالكافرات في التّبرّج في قوله تعالى وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى (الأحزاب/ ٣٣) . هذا كان في زمن ولد فيه إبراهيم النّبيّ- عليه السّلام- إذ كانت المرأة تلبس الدّرع من اللّؤلؤ غير مخيط الجانبين، وقيل: كانت تلبس الثّياب تبلغ المال لا تواري جسدها (ومعنى تبلغ المال أنّها ثياب غالية الثّمن) «١» .

[التبرج اصطلاحا:]

قال الطّبريّ: التّبرّج هو التّبختر، وقيل: هو إشهار الزّينة، وإبراز المرأة محاسنها للرّجال «٢» .

وقال القرطبيّ: التّبرّج: التّكشّف والظّهور للعيون، وقيل التّبرّج في قوله تعالى: غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ


(١) المقاييس (١/ ٢٣٨) والمفردات (٣٨، ٣٩) ، لسان العرب (١/ ٢٤٣) . والصحاح (١/ ٢٩٩) ، وتفسير القرطبي (١٤/ ١١٧) .
(٢) تفسير الطبري (١٠/ ٢٩٤) .