للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عوف ووعدهم برد أهله وأمواله عليه وبإكرامه بمائة من الإبل إن قدم عليه مسلما، فأسلم وحسن إسلامه وقاتل المشركين في الطائف وضيق عليهم، وقد أسلم بعد ذلك بعض زعماء ثقيف أمثال عروة بن مسعود الثقفي الذي لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في طريق المدينة فأسلم على يديه وعاد إلى الطائف يدعو إلى الإسلام، ويؤذن من على سطح منزله فرماه بعض المشركين فأصابه، ودفن بناء على وصيته مع شهداء المسلمين أثناء حصار الطائف «١» .

أما غالبية قبيلة ثقيف فقد تأخر إسلامهم إلى ما بعد عودة النبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة تبوك وسنعرض لذلك في حينه إن شاء الله.

وقد استنبطت من غزوة حنين والطائف جملة أحكام منها ما يتعلق بأحكام المسبيات المتزوجات»

، والنهي عن قتل من لا يشترك في القتال من جبهة المشركين من النساء والأطفال والشيوخ والأجراء «٣» ، وإقامة الحد في دار الحرب «٤» ، وجواز إعطاء الغنائم للمؤلفة قلوبهم. وجواز قطع وتحريق أشجار وبساتين الكفار إذا كان في ذلك إضعاف لهم، كما شرعت العمرة من الجعرانة «٥» .

[تنظيم استيفاء الصدقات والجزية:]

شرع الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد عودته إلى المدينة في أواخر ذي القعدة في تنظيم الإدارة والجباية، وكان صلّى الله عليه وسلّم قد استخلف عتاب بن أسيد على مكة حين انتهى من أداء العمرة، وخلف معه معاذ بن جبل يفقّه الناس ويعلمهم القرآن، وكان رزق عتاب ثلاثين درهما في الشهر «٦» .

وفي مطلع المحرم من العام التاسع وجّه الرسول صلّى الله عليه وسلّم عماله على المناطق المختلفة.

فبعث: بريدة بن الحصيب إلى أسلم وغفار وعباد بن بشر الأشهلي إلى سليم ومزينة، ورافع بن مكيث إلى جهينة، وعمرو بن العاص إلى فزارة، والضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب، وبسر بن سفيان الكعبي إلى بني كعب، وابن اللّتبيّة الأزدى إلى بني ذبيان، ورجلا من بني سعد بن هذيم إلى بني هذيم «٧» ، والمهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء، وزياد بن لبيد إلى حضرموت، وعدي بن حاتم الطائي إلى طيء وأسد، ومالك بن نويرة إلى بني حنظلة، والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم إلى بني سعد «٨» ، والعلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وعلي بن أبي طالب إلى نجران ليجمع صدقتهم، ويقدم عليه بجزيتهم «٩» .


(١) ابن هشام- السيرة ٢/ ٥٣٧- ٨، ابن كثير- البداية والنهاية ٥/ ٢٩.
(٢) أحمد- المسند ٣/ ٤٨٨.
(٣) أحمد- المسند ٣/ ٤٨٨، الحاكم- المستدرك ٢/ ١٢٣، البيهقي- السنن ٩/ ١٣٠.
(٤) أبو داود- السنن ١٢/ ١٩٦- ١٩٧، أحمد- المسند ٤/ ٣٥٠، الدارقطني- السنن ٣/ ١٥٧- ١٥٨.
(٥) مسلم- الصحيح ٤/ ١٨٠٦.
(٦) ابن حجر- الإصابة ٢/ ٤٥١، البخاري- التاريخ الكبير ٧/ ٥٤، خليفة بن خياط- التاريخ ص/ ٨٨.
(٧) الواقدي- المغازي ٣/ ٩٧٣، ابن سعد- الطبقات ٢/ ١٦٠.
(٨) ابن هشام- السيرة ٤/ ٣٢٨.
(٩) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.