للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (الكسل)

١-* (عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ إنّي أعوذبك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها «١» أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها.

اللهمّ إنّي أعوذبك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع «٢» ، ومن دعوة لا يستجاب لها» ) * «٣» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يعقد الشّيطان على قافية رأس أحدكم «٤» ثلاث عقد إذا نام، بكلّ عقدة يضرب عليك ليلا طويلا.

فإذا استيقظ، فذكر الله، انحلّت عقدة. وإذا توضّأ، انحلّت عنه عقدتان، فإذا صلّى انحلّت العقد. فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلّا أصبح خبيث النّفس كسلان» ) * «٥» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (الكسل) معنى

٣-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رجلا من الأنصار أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسأله. فقال:

«أما في بيتك شيء؟» قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال: «ائتني بهما» فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده وقال:

«من يشتري هذين؟» قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: «من يزيد على درهم؟» . مرّتين أو ثلاثا. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إيّاه، وأخذ الدّرهمين وأعطاهما الأنصاريّ، وقال: «اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدّوما فأتني به» فأتاه به، فشدّ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عودا بيده ثمّ قال له: «اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوما» فذهب الرّجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع» ) * «٦» .

٤-* (عن مالك بن نضلة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي الّتي تليها، ويد السّائل السّفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك» ) * «٧» .


(١) وزكها: أي طهرها.
(٢) ومن نفس لا تشبع: معناه استعاذة من الحرص والطمع والشره، وتعلق النفس بالأموال.
(٣) مسلم (٢٧٢٢) .
(٤) قافية رأس أحدكم: أي آخر الرأس.
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١١٤٢) ، ومسلم (٧٧٦) واللفظ له.
(٦) أبو داود (١٦٤١) واللفظ له، وفي الترمذي (٦٥٣) بعضه وقال حديث حسن، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٥٩١) وقال رواه أبو داود والبيهقي بطوله وأخرج الترمذي والنسائي منه قصة بيع القدح فقط. وقال الترمذي: حديث حسن.
(٧) أبو داود (١٦٤٩) واللفظ له، والحاكم (١/ ٤٠٨) ، والبغوى فى شرح السنة (٦/ ١١٤) وقال محققه: اسناده قوى.