للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك» . قال: فقلت أمن عندك يا رسول الله؟ أم من عند الله؟. فقال: «لا. بل من عند الله» . وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا سرّ استتار وجهه كأنّ وجهه قطعة قمر. قال: وكنّا نعرف ذلك) * «١» .

١٨-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل عليّ مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال: «ألم تري أنّ مجزّزا نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد» ، فقال: «إنّ هذه الأقدام بعضها من بعض» ) * «٢» .

١٩-* (عن أبي بكرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أتاه أمر يسرّه أو يسرّ به، خرّ ساجدا شكرا لله- تبارك وتعالى-) * «٣» .

() من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السرور)

١-* (سئل أبو سهل محمّد بن سليمان الصّعلوكيّ عن الشّكر والصّبر أيّهما أفضل؟. فقال:

هما في محلّ الاستواء، فالشّكر وظيفة السّرّاء. والصّبر فريضة الضّرّاء» ) * «٤» .

٢-* (قال ابن القيّم- رحمه الله-: «ثمرة الرّضى: الفرح والسّرور بالرّبّ- تبارك وتعالى-» ) * «٥» .

٣-* (وقال- رحمه الله-: «ولا شيء أحقّ أن يفرح العبد به من فضل الله ورحمته، الّتي تتضمّن الموعظة، وشفاء الصّدور من أدوائها بالهدى والرّحمة.

فأخبر- سبحانه-: أنّ ما آتى عباده من الموعظة، الّتي هي الأمر والنّهي، المقرون بالتّرغيب والتّرهيب، وشفاء الصّدور، المتضمّن لعافيتها من داء الجهل، والظّلمة، والغيّ، والسّفه، وهو أشدّ ألما لها من أدواء البدن، ولكنّها لمّا ألفت هذه الأدواء لم تحسّ بألمها. وإنّما يقوى إحساسها بها عند المفارقة للدّنيا.

فهناك يحضرها كلّ مؤلم محزن. وما آتاها من ربّها الهدى الّذي يتضمّن ثلج الصّدور باليقين، وطمأنينة القلب به، وسكون النّفس إليه، وحياة الرّوح به. والرّحمة الّتي تجلب لها كلّ خير ولذّة، وتدفع عنها كلّ شرّ ومؤلم) * «٦» .

() من فوائد (السرور)

١- باب من أبواب تحصيل الثّواب ورضا ربّ الأرباب.

٢- يبعث على التّآلف والحبّ ويقوّي روابط المجتمع الإسلاميّ.

٣- فيه تأسّ بسيّد المرسلين وخاتم النّبيّين صلّى الله عليه وسلّم.


(١) البخاري- الفتح ٧ (٤٤١٨) . ومسلم (٢٧٦٩) واللفظ له.
(٢) البخاري- الفتح ١٢ (٦٧٧٠) واللفظ له، ومسلم (١٤٥٩) .
(٣) ابن ماجة (١٣٩٤) واللفظ له، والترمذي (١٥٧٨) وقال: هذا حديث حسن غريب. ورواه أبو داود (٢٧٧٤) .
(٤) الدّر المنثور للسيوطي ١ (٣٧١) .
(٥) مدارج السالكين (٢/ ١٨٣) .
(٦) انظر مدارج السالكين لابن القيم (٣/ ١٦٤) ، الألباني وهو في الصحيحة (٩٧٣) .