للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه بعض وسائل تنمية القيم الخلقية الإسلامية، ولكنها ليست كل ما كان يستخدمه صلّى الله عليه وسلّم أو استخدمه القرآن الكريم، فهناك طرق ووسائل أخرى كثيرة كاستخدام العقل «١» ، والترغيب والترهيب، وغير ذلك «٢» . وقد حققت نتائج تربوية بالغة الأهمية في غرس القيم الإسلامية، والتي بدت آثارها في تقدم وتفوق المجتمع الإسلامي، وهذه استخدمت بفعالية كطريقة في حد ذاتها، وكوسيلة تتخلل الوسائل السابقة الذكر وتتكامل معها، فكل هذه الوسائل مترابطة، لها أثرها في تنمية جانب أو أكثر من القيم الإسلامية.

وهذه هي أهم وسائل تنمية القيم الخلقية الإسلامية في الشخصية المسلمة، فإن محاولتنا ربطها أو استنباطها من النصوص القرآنية الكريمة والسنة المطهرة الشريفة لا تعني أنها ثابتة غير مرنة، مغلقة جامدة غير متفتحة، أو عاجزة عن استيعاب الجديد من وسائل التعليم والتعلم، إذ هي من الأصول العامة التي يمكنها أن تستوعب الجديد من الوسائل، ما لم يتعارض مع نص صريح من النصوص الإسلامية، أو يعمل على الإخلال بأهداف ومبادىء الإسلام، وإلا فإن هذه الوسائل في حد ذاتها أكبر داعية للأخذ بأي وسيلة مستحدثة، ما دامت تفيد في تحقيق أهداف رسالة الإسلام.

ولكن العبرة في كل هذا بالاستخدام لا باستهلاك الكلام، ومن ثم فإن فعالية الاستخدام تعود إلى المربي والمعلم الكفء الناجح والذي يستطيع بتمكنه العلمي والمهني أن يستخدم هذه الوسائل بفعالية مستفيدا من كل جديد في المجال، مستغلا كافة الطاقات والإمكانيات المتاحة في سبيل تنمية القيم الخلقية بطريقة صحيحة وجيدة.

هذا فيما يتعلق بالوسائل التربوية بوجه عام، أما إذا تعلق بتربية التلاميذ فإنه يمكن أن يضاف إلى الوسائل السابقة مجموعة أخرى من الوسائل أهمها:

١- أسلوب الأحداث الجارية:

إن استخدام الأحداث الجارية والمناسبات الدينية كمدخل لترغيب التلاميذ وتشويقهم لدراسة موضوعات التربية الإسلامية، طريقة لها أثرها الفعال في العملية التعليمية، وذلك لكونها تربط ما يتعلمه التلاميذ من الكتاب المدرسي بواقع حياتهم وخبراتهم ومشاهداتهم، الأمر الذي يزيد من فعالياتهم ونشاطهم ومشاركتهم الايجابية في دراسة موضوعات التربية الإسلامية.

ليس ثمة من شك في أن كشف أسباب النزول تؤدي في هذا الصدد خدمة كبيرة في تربية النشء، ولكن لن


(١) يراد باستخدام العقل وسيلة للتنمية الخلقية: النظر بواسطة الحجة والتعليل والقياس، مما يؤدي إلى الاقتناع بسواء بما يتلقاه الإنسان من معلومات أو يتخذه من سلوك.
(٢) راجع: على خليل أبو العينين، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن الكريم، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الفكر العربي ١٩٨٠ م، ص ٢١٩- ٢٥٢، وعبد الجواد سيد بكر، فلسفة التربية الإسلامية في الحديث الشريف، الطبعة الأولى، دار الفكر العربي، ١٩٧٣، ص ٣٠١- ٣٥٥.