للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (حفظ الأيمان)]

١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّ أبا بكر- رضي الله عنه- لم يكن يحنث في يمين قطّ حتّى أنزل الله كفّارة اليمين وقال: «لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرا منها إلّا أتيت الّذي هو خير وكفّرت عن يميني» ) * «١» .

٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرّأها الله ممّا قالوا. كلّ حدّثني طائفة من الحديث فأنزل الله إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ العشر الآيات كلّها في براءتي، فقال أبو بكر الصّدّيق وكان ينفق على مسطح لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الّذي قال لعائشة. فأنزل الله وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى

الآية. قال أبو بكر: «بلى والله إنّي لأحبّ أن يغفر الله لي» ، فرجع إلى مسطح النّفقة الّتي كان ينفق عليه وقال: «والله لا أنزعها عنه أبدا» ) * «٢» .

٣-* (عن أبي غطفان بن طريف المرّيّ، يقول: اختصم زيد بن ثابت الأنصاريّ وابن مطيع في دار كانت بينهما إلى مروان بن الحكم وهو أمير على المدينة فقضى مروان على زيد بن ثابت باليمين على المنبر. فقال زيد بن ثابت: «أحلف له مكاني» . قال:

فقال مروان: «ولا والله إلّا عند مقاطع الحقوق» . قال:

فجعل زيد بن ثابت يحلف أنّ حقّه لحقّ ويأبى أن يحلف على المنبر. قال: فجعل مروان بن الحكم يعجب من ذلك. قال: ما لك؟ لا أرى أن يحلف أحد على المنبر على أقلّ من ربع دينار وذلك ثلاثة دراهم) * «٣» .

٤-* (عن عبد الرّحمن أنّه أخبر مروان، أنّ عائشة وأمّ سلمة أخبرتاه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثمّ يغتسل ويصوم وقال مروان لعبد الرّحمن بن الحارث: «أقسم بالله لتقرعنّ «٤» بها أبا هريرة» - ومروان يومئذ على المدينة- فقال أبو بكر «٥» : فكره ذلكم عبد الرّحمن. ثمّ قدّر لنا أن نجتمع بذي الحليفة، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض فقال عبد الرّحمن لأبي هريرة: «إنّي ذاكر لك أمرا، ولولا مروان أقسم عليّ فيه لم أذكره لك. فذكر قول عائشة وأمّ سلمة. فقال: كذلك حدّثني الفضل بن عبّاس وهنّ أعلم» ) * «٦» .

٥-* (قال الإمام الشّافعيّ- رحمه الله-:

«وأكره الأيمان على كلّ حال، إلّا فيما كان لله- عزّ


(١) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٢١) .
(٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٧٩) .
(٣) الموطأ (٢/ ٢٠٤) . وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٦٦٢) : إسناده صحيح. وأخرجه البخاري تعليقا في الشهادات (الفتح ٥/ ٣٣٦) .
(٤) لتقرعنّ: أي تقرع بهذه القصة سمعه.
(٥) هو أبو بكر بن عبد الرحمن راوي الحديث.
(٦) البخاري- الفتح ٤ (١٩٢٥، ١٩٢٦) .