للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦-* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه- قال: ورأى سكّة «١» وشيئا من آلة الحرث- فقال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم- يقول: «لا يدخل هذا بيت قوم إلّا أدخله الله الذّلّ «٢» » ) * «٣» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف، وفي كلّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان» ) * «٤» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الوهن)

١-* (قال خالد بن برمك: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به كبير مكروه. العجلة، والّلجاجة، والعجب، والتّواني، فثمرة العجلة النّدامة، وثمرة الّلجاجة الحيرة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة التّواني الذّلّ) * «٥» .

٢- (لقد مرّ على الأمّة أزمنة وهنت قوّتها وضاعت عزّتها، فهانت على أعدائها، وتسلّطوا عليها.

وما حدث للمسلمين من تسلّط التّتار من أوضح الأدلّة الواردة على ذلك ما حدث في سنة ثنتين وتسعين وأربعمائة، حيث أخذت الفرنج- لعنهم الله- بيت المقدس- شرّفه الله-، وقتلوا في وسطه أزيد من ستّين ألف قتيل من المسلمين فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ (الإسراء/ ٥) وتبّروا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (الإسراء/ ٧) .

قال ابن الجوزيّ: وأخذوا من حول الصّخرة اثنين وأربعين قنديلا من فضّة، زنة كلّ واحد منها ثلاثة آلاف وستّمائة درهم، وأخذوا تنّورا من فضّة زنته أربعون رطلا بالشّاميّ، وثلاثة وعشرين قنديلا من ذهب، وذهب النّاس على وجوههم هاربين من الشّام إلى العراق، مستغيثين على الفرنج إلى الخليفة والسّلطان، منهم القاضي أبو سعد الهرويّ، فلمّا سمع النّاس ببغداد هذا الأمر الفظيع هالهم ذلك وتباكوا، وقد نظم أبو سعد الهرويّ كلاما قرأ في الدّيوان وعلى المنابر، فارتفع بكاء النّاس، وندب الخليفة الفقهاء إلى الخروج إلى البلاد ليحرّضوا الملوك على الجهاد، فخرج ابن عقيل- واحد من أعيان الفقهاء- فساروا في النّاس فلم يفد ذلك شيئا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فقال في ذلك أبو المظفّر الأبيورديّ شعرا:

مزجنا دمانا بالدّموع السّواجم ... فلم يبق منّا عرضة للمراحم


(١) السكة: هي الحديدة التي تحرث بها الأرض.
(٢) المراد بذلك ما يلزمهم من حقوق الأرض التي تطالبهم بها الولاة، وكان العمل في الأراضي أول ما افتتحت على أهل الذمة، وكان الصحابة يكرهون تعاطي ذلك.
(٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٢١) .
(٤) مسلم (٢٦٦٤) .
(٥) روضة العقلاء (٢١٧) .